الأربعاء، أكتوبر 24، 2012

التغيرات المناخية

قال تعالى : والسماء رفعها ووضع الميزان الا تطغوا في الميزان ( الرحمن 7-8)


مناخ الأرض

ان المناخ في تغير دائم منذ ملايين السنين ،وهو موضع اهتمام الإنسان منذ القدم. ولقد تعاقب

 على عصور جليدية تخللها عصور دفيئة. وفي كثير من مناطق العالم تغير المناخ بشكل

ملحوظ خلال الفترة الأخيرة ( عدة آلاف من السنين) . وان دراسة تغير المناخ القديم تعتمد على تحليل البيانات من العناصر المناخية

المساندة مثل حلقات الأشجار وعينات من الجليد ورواسب البحيرات وحبوب اللقاح و المستحثات البحرية . ومن خلال البيانات توصل العلماء الى معلومات مهمة عن المناخ عبر العصور الماضية ، ومن تلك المعلومات ما يلي:

1- تغير درجة حرارة الأرض بحوالي 10م خلال ملايين السنين من تاريخ الارض . وان المناخ في القرون الأخيرة يعد من بين الفترات الادفىء خلال العصر الرباعي.

2- تغير الظروف المناخية في مختلف المناطق ، فالمناخ في أي منطقة غير ثابت . ويستدل على ذلك من خلال تجارب وملاحظة الأجيال المتعاقبة.

3- يمكن ان تتغير درجة الحرارة والأمطار بسرعة خلال الانتقال من العصور الجليدية الى الفترات والدفيئة ، وقد يكون التغير خلال مائة سنة.

4- إن تغير المناخ غير متشابه في كل المناطق ، فيختلف اتجاه التغير ( تبريد أو تسخين ) من منطقة الى أخرى . ويبدو ان التغير في العروض العليا كان اشد مما هو في العروض الدنيا ، وفي النصف الشمالي من الأرض اشد مما هو في النصف الجنوبي ز



هل الأرض تسخن؟ ؟ ؟

يشير معظم علماء المناخ على ان درجة حرارة الأرض ترتفع بدليل ان معدل درجة حرارة الأرض قد ارتفع بحوالي 0.3 –0.6 م منذ اواخر القرن التاسع عشر .ودليل آخر على تسخين الأرض هو إن اكثر السنوات دفء منذ 1860 قد حدثت في التسعينات من القرن العشرين . ومن شواهد ارتفاع درجة حرارة الأرض ارتفاع مستوى البحر 10-25سم ، وتقلص مساحة الجليد نتيجة لذوبانه في بعض المناطق الجبلية وكذلك تقلص امتداده في النصف الشمالي للأرض ،وتزايد تكرار موجات الحر . ويعتقد إن الأرض حاليا تمر في ادفىء مدة خلال آخر 600سنة .

المناخ الحديث تعتمد دراسة المناخ في الفترة الحديثة على سجلات الأرصاد الجوية لعناصر المناخ والتي لا تزيد في كثير من الأحيان عن مائة سنة . ومن خلال رسم الأشكال البيانية لعناصر المناخ عبر الزمن تلاحظ تغير تلك العناصر، وربما يكون هذا التغير دليل على وجود تغير مناخي بطيء.

1- يوجد تذبذب في معدل درجة حرارة الأرض بحوالي 0.4 خلال المدة 1861-1920.

2- ارتفاع درجة الحرارة في المد 1920-1940. وان هذا الارتفاع قد لا يكون ناتج عن ظاهرة الدفيئة لان تركيز ثاني أكسيد الكربون لم يزيد عن 310جزء/مليون جزء.

3- حدث في المدة 1940-1970 تبريد في النصف الشمالي بحوالي 0.3 م . ربما حدث ذلك بسبب تزايد تركيز الملوثات في الجو الذي زاد من تكون الغيوم والتي آدت الى تزايد انعكاس الأشعة الشمسية ومن ثم تناقص درجة الحرارة . ويعتقد البعض ان هذا التبريد ربما يكون ناتج عن نقل محطات الرصد الجوي من المدن والمطارات الذي نشط في الخمسينات والسينات .

4- وتبع ذلك ارتفاع في درجة حرارة الأرض في المدة 1970-2000. حيث تحتوي هذه المدة على اكثر السنوات دفئا في الفترة الحديثة . ويقدر ارتفاع درجة الحرارة بحوالي 0.5م منذ عام 1900. ويسود الاعتقاد بان سبب ارتفاع حرارة الأرض هو النشاطات البشرية التي زادت من تركيز غازات ظاهرة الدفيئة وخاصة ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيترون والأزون.



الأحد، أكتوبر 21، 2012

البنية الجيولوجية للوطن العربي ( الازمنة الجيولوجية )

الزمن البدائي

( الآركي )تعرضت الطبقة الصخرية النارية التي كونت قارة ( جندوانا - آسيا وافريقيا ) ، الى عوامل باطنية وخارجية

شكلت بعض التضاريس مرتفعات غرب شبه الجزيرة العربية

ومن اهم مظاهرها

جبال تيبستي جنوب ليبيا

جبال الحجار ( الهكار ) جنوب الجزائر

الزمن الاول

طغت مياه بحر تيش ( البحر المتوسط ) على الاطراف الشمالية والشرقية لشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق وشمال افريقيا مما ادى الى تكون طبقات صخرية رسوبية.

الزمن الثاني

هدووء نسبي ، مع طغيان وانحسار متكرر لمياه بحر تيش

ومن مظاهر التغيرات :

تشكل طبقات صخرية _ سميكة _ رسوبية ( كلسية ورملية وطباشيرية ) ، احتوت على مصائد النفط ، والمياه الجوفية ، ومناجم الفوسفات .كما في شبه الجزيرة العربية والمغرب والجزائر .

الزمن الثالث

تعرضت المنطقة العربية الى تغيرات جيولوجية كبيرة ومن اهم هذه التغيرات :

1- حفرة الانهدام الافروآسيوية

2- تكون الجبال الالتوائية والجبال الان**ارية

3- الطفوح البازلتية .

ومن اهم مظاهر هذه التغيرات :

 
1- تشكل سهول العمق والغاب والبقاع في سوريا

2- سهل الحولة وغور الاردن ووادي عربة

3- البحر الاحمر وخليج ( العقبة والسويس وعدن )

 
4- جبال التوائية : مثل جبال طوروس في تركيا وزاغروس في ايران ، وجبال كردستان شمال شرق العراق

5- جبال ان**ارية : الجبال الشرقية والغربية للبحر الاحمر

6- الحرات شمال شبه الجزيرة العربية مثل حرة الوبرة قرب المدينة المنورة

7- طفوح بازلتية على شكل مخاريط مثل جبل الدروز ( العرب ) في سوريا .

الزمن الرابع


اخذت البلاد العربية شكلها الحالي ، وما زالت عملية التعرية المائية والهوائية تنحت بالمرتفعات وتلقي بارساباتها بالمناطق المنخفضة .



ومن اهم التغيرات في هذا العصر :

سهول نهري دجلة والفرات بالعراق

سهول نهر النيل بمصر والسودان

 
تعريفات

حفرة الانهدام الافروآسيوية : هي صدع طولي يمتد من جبال طوروس شمال سوريا ، حتى هضبة البحيرات الكبرى الاستوائية ، بطول 4800 كم ، نتج عنها فصل قارة آسيا عن افريقيا .

الجبال الالتوائية: تشكلت نتيجة لتعرض الطبقات الصخرية اللينة لعمليات ضغط افقي وراسي ، مما ادى الى التواءها .

الجبال الان**ارية: تشكلت نتيجة لتعرض الطبقات الصخرية الصلبة لعمليات ضغط افقي وراسي ، مما ادى الى ان**ارها .

الطفوح البازلتية : اندفاعات بركانية ، خرجت عبر الشقوق والصدوع من باطن الارض ، على شكلين :

أ‌- انتشرت على سطح الارض بشكل افقي مغطية مناطق واسعة من الارض وتعرف بالحرات .

ب‌- شكلت مخاريط بركانية ، مثل جبل الدروز ( العرب ) في جنوب غرب سوريا

إعداد الاستاذ منصور ابو ريدة

السبت، أكتوبر 20، 2012

التخطيط الإقليمي والإقليم التخطيطي

أولاً : التخطيط الإقليمي :



يتألف التخطيط الإقليمي من مصطلحين هما : التخطيط و الإقليم :

أولاً : الإقليم : هو مساحة من الأرض تتشابه فيها الظروف والموارد الطبيعية والبشرية والاقتصادية .

ثانياً : التخطيط : يلخص العالم البريطاني فريدمان التخطيط بـ :

التخطيط : هو بشكل رئيسي طريقة للتفكير في المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ، التخطيط موجه بالدرجة الأولى باتجاه المستقبل ، يهتم بشكل عميق بالعلاقة بين الأهداف و القرارات الجماعية ، و يكافح في سبيل الشمولية في القانون و البرنامج ، في الوقت التي تطبق فيه هذه الأنماط من الأفكار فإنه من المفترض أن التخطيط قد تحقق[1] .

بالتالي يمكن تعريف التخطيط الإقليمي بأنه :

التخطيط الإقليمي : هو عملية موجهة نحو المستقبل لحل المشاكل .

إذاً التخطيط الإقليمي يتناسب مع التصنيف العام للتخطيط ، ولكنه يختلف عن الصيغ الأخرى بأنه يختص بالتخطيط على المستوى الإقليمي[2] .

كما يعرف التخطيط الإقليمي بأنه : يهدف التخطيط الإقليمي إلى تأمين التطوير المتوازن لكل إقليم من جهة ، ولمجموعة أقاليم الدولة من جهة ثانية ، ويتضمن التخطيط الإقليمي نظرياً وتطبيقياً وضع النماذج الاقتصادية المكانية المستقبلية المثلى للأقاليم ، على أساس التحليل والتركيب الشامل لمنظومة العوامل الجغرافية الطبيعية والاقتصادية والتقنية والسياسية والتخطيطية ، وتمثل هذه النماذج الاقتصادية المكانية الإستراتيجية البعيدة الأمد لتطوير الأقاليم ، و تسمح هذه النماذج بالحصول على أعلى جدوى اقتصادية من تطوير الأقاليم ، مع العناية بصحة السكان والحفاظ على الموارد الطبيعية الأساسية من أجل الأجيال القادمة[3] .

للاستزادة يمكن الإطلاع على المراجع بالإضافة إلى كتابي :

التخطيط الإقليمي ، تأليف فؤاد محمد الصقار ، مطبعة منشأة المعارف ، الإسكندرية ، 1994 م .

قراءات في التخطيط الإقليمي ، صلاح الدين بحيري ، دار الفكر ، دمشق 1994 م .

ثانياً : الإقليم التخطيطي :

يجب علينا معرفة مفهوم التخطيط الإقليمي أولاً ، ثم الإنتقال إلى مفهوم الإقليم التخطيطي ، وفي الفقرة السابقة تم شرح مفهوم التخطيط الإقليمي بشكل موجز ، ولفهم الإقليم التخطيطي يجب معرفة مراحل التخطيط الإقليمي وهي :

أولاً : التقسيم الإقليمي : ويتم عبر دراسة المكان المراد تخطيطه ، وتقسيمه إلى أقاليم ( تخطيطية ) وفق الهدف من عملية التخطيط ، حيث أن التخطيط قد يكون بيئياً أو إجتماعياً أو اقتصادياً أو سياسياً .... الخ ، وبالتالي يكون دور الجغرافي هنا تقسيم المكان المدروس إلى أقاليم تخطيطية ، أي مجهزة للتخطيط وفق الدراسة المحددة مسبقاً ، وقد كانت أكثر الأقاليم في أوربا يتم تقسيمها على أسس اقتصادية ، أما الآن فالإقليم الجغرافي الشامل هو هدف التقسيم .

ثانياً : التخطيط الإقليمي : وهو وضع خطط مستقبلية وفق الهدف الذي تم التقسيم لأجله ، فإذا أردنا القيام بتخطيط إقليمي سياحي مثلاً ، فيجب أن تكون المرحلة الأولى تمت على أساس الأقاليم التخطيطية السياحية ، وهكذا ، حالياً تسود الأقاليم الشاملة معظم الدراسات العالمية لشموليتها و أخذها بالحسبان جميع الجوانب التخطيطية .

___________________________________________________________

[1]John Glasson . An Introduction To Regional Planning . Second edition . Hutchinson publication . London . 1978 . p19



[2] المرجع السابق ص 35 .



[3] فتوى ، حسن أمين . التخطيط الإقليمي ، ج1 , منشورات جامعة دمشق ، 1982 م . ص 6 .