الخميس، يونيو 21، 2012

العوامل المؤثرة في نشوء المستقرات البشرية

إن تفاعل العوامل الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية اسهم في تكوين انماط مختلفة من المستقرات من حيث توزيعها المكاني واعدادها واحجامها واشكالها ، واذا كان نمو المستقرات في بعض الاحيان يتم بشكل عشوائي بعد توقيعها ، الا ان اختيار منطقة ما مركزاً ما لايمكن ان يكون اعتباطياً بل تحكمه متغيرات وعوامل عديدة طبيعية واقتصادية واجتماعية وبشرية وتختلف تأثير هذه العوامل باختلاف انماط المستقرات .


ان دراسة مواقع المستقرات والعوامل المؤثرة فيها على قدر كبير من الاهمية ، لان موقع المستقرة قد يكون له دور ايجابي في تطوير المستقرة وقد يكون معرقلاً لعملية التطوير .

ونتناول في الفقرات اللاحقة العوامل المؤثرة في نشوء المستقرات البشرية ، وعلى النحو الاتي:

1-4 العوامل الطبيعية :

ويكون لهذه العوامل تأثير كبير في النمط الخاص بالمستقرة ، وكذا حجمها . كما ان لها دور فاعل في اختيار الموقع الملائم للمستقرة الريفية ، وتختلف درجة التأثير باختلاف انماط المستقرات الريفية . فنلاحظ النمط المنتشر من المستقرات الريفية ، يظهر بشكل كبير عندما تكون طوبوغرافية السطح السائدة متقطعة. مثلما تلعب قلة المياه ، وفقر التربة ، وكثرة المستنقعات دوراً في التقليل من تكتل المستقرات بشكل كبير كما تؤدي الى التبعثر والاستقرار المنعزل ان من بين العوامل التي تنطوي ضمن العوامل الطبيعية المؤثر في نشوء المستقرات البشرية ، العوامل الاتية -

-1جيمورفولوجية السطح: تعد درجة استجابة البيئة لنشاطات الانسان وحاجته من العوامل المحددة لجذب السكان واستقرارهم في تلك البيئة. لذا تعد المناطق السهلية من اكثر البيئات استجابة لانشطة الانسان ، في حين تكون المناطق الجبلية اقل استجلبة لهذه الانشطة. ففي المناطق السهلية يستطيع الانسان اخضاعها لاساليب الري الحديثة وانشاء المستقرات وشق الطرق واستخدام المكننة على نطاق واسع في الزراعة . ومع ذلك فأن اهمية المنطقة كموقع للمستقرا لا تحددها صفة الشكل والتضاريس الموجودة فقط ، ولاكن هناك عوامل اخرى منها وجود الثروات الطبيعية ، وتوفر المياه ، وتوفر الحماية من العوامل الطبيعية ، وسهولة الدفاع عن المستقرة .

-2المؤثرات المناخية: - ينعكس تاثير المناخ بعناصرة المختلفة (الحرارة ، الرطوبة ، الرياح ، الامطار ... الخ ) على النشاط الريفي وبشكل خاص النشاط الزراعي الذي يعد عماد الحياة للسكان في المناطق الريفية . اذا تحدد عناصر الماخ كمية الانتاج الزراعي ونوع المحاصيل ومواسم الزراعة ، ومن ثم مقدار اعالة الارض للسكان الذي هو الاخر يحدد حجم السكان وعدد المستقرات . ويكون للامطار من حيث كمياتها وفترات سقوطها اثر كبير في مواقع المستقرات واحجامها في المناطق التي لا توجد فيها مصدر مائي آخر . في حين يكون لها تأثر اقل في المناطق الرطبة اذ يستطيع السكان اقامة مستقراتهم في جميع المواضع(*) .التي تسمح تضاريسها بذلك طالما كانت الامطار وكميايتها لسد احتياجاتهم وتمكنهم من مزاولة نشاطهم الزراعي بشكل مضمون .كما ان انخفاض درجات الحرارة يلعب دوراً في قلة عدد المستقرات لانعكاسة على نشاط الانسان و قدرته على مزاولة نشاطه الزراعي .في حين يميل سكان المناطق التي ترتفع فيها درجات الحرارة الى اختيار مستقراتهم في اماكن مرتفعة لتلطيف الجو ولتخفيف من آثر ارتفاع درجات الحرارة .

-3الموارد المائية : يلعب الماء دوراً فعالاً في تحديد مواقع وحجوم واعداد المستقرات الريفية التي تقع على مصادر المياه أو بالقرب منها. تعد المناطق الجافة من اكثر المناطق التي يحرص السكان فيها على الاستقرار بالقرب من الموارد المائية ، لا سيما السهول التي تجري فيها الانهار الدائمية وتوفر الامكانيات الكبيرة للزراعة . ويمكن القول ان الموارد المائية وبمختلف مصادرها تعد من العوامل المهمة والمؤثرة في مواقع وحجوم واعداد المستقرات الريفية والنشاط الاقتصادي الذي يمارسة سكانها ( الزراعة ) . فقد ارتبطت نشأة المستقرات البشرية واستمرارها بتوفر مصادر مياه دائمة. وذلك لتحكمها في توزيع وكثافة كل من النبات والحيوان والإنسان ، فضلا عن الاستفادة منها في النقل المائي . وهكذا أظهرت أولى المدن على ظفاف الأنهار الكبرى كالفرات ودجلة والنيل والسند وغيرها . ويعد مصدر المياه من بين المصادر التي كانت المستقرة تتآلف منها ، عنصر حركي تركته إلى النهاية ولولا هذا العنصر لما كان يتسنى للمستقرة الاستمرار في الاتساع من حيث الحجم والمجال والإنتاج ، ونقصد به أول وسيلة فعالة للنقل على نطاق واسع أي الطريق المائي ، فأنة لم يكن من قبيل المصادفة أن المستقرات نشأت أول مرة في أودية الأنهار (الراوي ،2005،ص62).

-4 التربة والتركيب الجيلوجي: تعد التربة والتركيب الجيلوجي من العوامل التي تلعب دوراً فعالاً في اختيار مواقع المستقرات الريفية ، لاسيما اذا كان الاقليم متشابهاً في ظروفة المناخية ومظاهره التضاريسية ، ففي المناطق التي تتوفر فيها الترب البركانية الخصبة تزدحم المستقرات الريفية رغم وجود البراكين الخطرة والسبب في ذلك أن خصوبة التربة مرتبط بوجود الرماد والصهير البركاني. كما ان المستقرات الريفية تحتشد في مناطق السهول الفيضية اذا ما توفرت المياه ، بينما نجد اعداد المستقرات واحجامها في مناطق الصخور الجيرية و المناطق الصحراوية والحصوية ، كما ان السكان يميلون الى اختيار الاراضي الخصبة القادرة على اعالتهم ، اذ ان قابلية الارض على الاعالة في ظل ظروف تقنية محددة هي التي تحدد مواقع المستقرات واعدادها . ومن ذلك يمكن الاستنتاج بأن المناطق التي تتمتع بامكانية ( زراعية واروائية ) وتنوع في قابلية الاراضي وتوفر المواد الاولية التي يحتاجها السكان لبناء المساكن تحوي على اكبر قدر ممكن من المستقرات حجماً وعدداً .

2-4 العوامل الاقتصادية والاجتماعية:

تؤدي العوامل الاقتصادية والاجتماعية دوراً مهماً في تحديد احجام المستقرات البشرية واعدادها مثلما هو الحال في ما يخص العوامل الطبيعية . ان ذلك الدور يتحقق من خلال النقاط الاتية : ( حسن ، 2001،210).

-1الحد من تأثر العوامل الطبيعية.

-2تكييف العوامل الطبيعية الى درجات متفاوتة في التأثير على مواقع المستقرات البشرية.

-3طريقة استخدام أساليب زراعية حديثة وطرق ارواء متقدمة وتوزيع مكاني للانشطة الاقتصادية ، ونوع الانتاج الزراعي ، والتشريعات التي تخص القطاع الزراعي ، كلها تسهم في الوصول الى صيغة مثلى للمستقرات.

كما تسهم طرق النقل والعوامل الاجتماعية في اختيار مواقع المستقرات واحجامها .

وسيجري استعراض هذه العوامل بالتحليل على النحو الاتي :

أولاً : العوامل الاقتصادية :

بما أن الزراعة هي النشاط الاساسي للمستقرات الريفية لذا فأن اختيار اي حيز موقعاً للاستقرار يرتبط بعاملين هما :

أ‌- توفر الارض الصالحة للزراعة .

ب‌- مستوى الكفاية الانتاجية للارض .

هذان العاملان يحددان حجم المستقرة الريفية من حيث عدد السكان بشكل طردي ، في حين نجد أن اسلوب الانتاج ، ونوعع المكننة المستخدمة ، وحجم الاستثمار يحدد حجم المستقرة وبشكل عكسي . ذلك لان المستقرة التي تمتهن الزراعة وبوسائل تقليدية قديمة وباستثمار قليل يعني ان الجهد البشري هو الوسيلة لادارة الزراعة ، مما يؤدي الى كبر حجم المستقرة ، وبعكس ذلك فأن استخدام المكننة الزراعية وأساليب الزراعة الحديثة لا يتطلب جهداً بشرياً لادامة الزراعة فنلاحظ صغر حجم المستقرة .



تتمثل العوامل الاقتصادية المؤثرة في نشوء المستقرات البشرية بالعوامل الاتية :

-1نوع الإنتاج الزراعي: لهذا العامل تأثير في مواقع المستقرات الريفية وكثافتها ، اذ نجد ان المستقرات التي تختص بزراعة الحبوب ، مثل الحنطة والشعير ، سواء التي تعتمد في زراعتها على مياه الامطار أو التي تعتمد على الري. اذ لا يحتاج هذا النوع من الزراعة الى ايدي عاملة كثيرة مقارنة بالمستقرات التي تقوم بزراعة الخضراوات والفواكه التي تمتاز بكبر حجمها وتاربها نظراً لاعتمادها على أيدي عاملة كثيرة وامكانية استخدام المكننة الزراعية فيها اقل . كما إن إنتاجية الأرض لها علاقة مباشرة بحجم واعداد المستقرات فنجد ان الانتاجية العالية تعمل على تكثيف المستقرات الريفية . اذ ان المستقرات التي تنتشر فيها زراعة الفواكه والخضراوات والرز تكون ملتحمة مع بعضها وتمتد بشكل طولي ومواقعها بالقرب من المصادر المائية او تفرعاتها.

-2أساليب الزراعة والإرواء : هناك اساليب مختلفة للزراعة ، منها الزراعة الفردية والزراعة الجماعية . فنجد نمط الاستقرار يختلف أيضاً في كلا الاسلوبين ، فموقع المستقرات في المزارع التي تعتمد الزراعة الفردية والانتاج الزراعي الواحد ، مثلاً زراعة الحنطة أوالشعير نجد ان المستقرين يختارون مستقراتهم بالقرب من مواقع مزارعهم . وذلك بسبب تعذر انتقالهم من مراكز مثل الحنطة والشعير المجمعة الى مزارعهم الكبيرة لبعد المسافة ، وتعذر طرق ووسائل نقل جيدة . بينما نجد ان الحالة معكوسة في المزارع الجماعية ذات المزارع الصغيرة ، اذ يميل السكان الى التجمع في مستقرات محتشدة ، توفيراً للارض وقصر المسافة بين الحقول و المستقرات كما يمكنهم الاستفادة من المكننة المتوفرة في المستقرة . أما طرق الارواء فانها الاخرى لها دور في مواقع المستقرات والنمط الذي تتخذه . فنمط الزراعة الديمية غالباً ماتكون زراعة واسعة تستخدم رأس مال قليل وأيدي عاملة وغالباً ما تتخذ الحبوب نوعاً للزراعة ، وهذه لها دور كبير في ظهور النمط المنتشر وأحجام صغيرة للمستقرات . كما أن الري بالواسطة له دور كبير في اختيار مواقع المستقرات وكثافتها . اذ تكون المستقرات التي تستخدم هذه الوسيلة الاروائية اكبر حجماً واكثر تقارباً .

-3التشريعات الزراعية : لقد لعبت التشريعات الزراعية دوراً مهماً في نشوء أنماط استقرار مختلفة وأختيار أماكن متعددة للمستقرات ، وانعكس ذلك ايضاً على أحجام هذه الستقرات .

ان قوانين الاصلاح الزراعي التي عالجت تنظيم الملكيات الزراعية كانت سبباً في ظهور مستقرات صغيرة ومتفرقة ، لأن توزيع الاراضي على الفلاحين يعني تفتيت الملكيات الزراعية، وقد شجع ذلك الفلاحين على الاستغلال في اراضيهم مما ساعد على ظهور مستقرات منتشرة ، ففي أوربا الشرقية كان لهذه القوانين والتشريعات دور رئيسي في ظهور المستقرات المبعثرة والمزارع الفردية .

-4شبكة النقل : ان احداث تنمية أقتصادية واجتماعية شاملة لا يمكن أن يتحقق الا بطرق اتلنقل والمواصلات ( الراوي ،2005،41). إذ تترك شبكة الطرق ووسائل المواصلات أثر بالغ على مواقع المستقرات الريفية واحجامها وتوزيعها الجغرافي ، اذ ان الكثير من تلك المستقرات تختار مواقعها بالقرب من او على طول شبكات النقل . كما ان موقع الكثير من المستقرات الريفية قريباً من المياه قد جذب طرق النقل اليها مما ساعد على انشاء مستقرات سكنية جديدة أو زيادة حجم المستقرات القديمة .

إن وجود طرق النقل من شأنه أن يعمل على تسهيل تسويق الناتج الزراعي ويساعد أبناء الريف من الانتقال من الاكتفاء الذاتي الى الانتاج لغرض التسويق وهذا يساعد على جذب السكان الى هذه الطرق لاقامة مستقراتهم حيث يستطيعوا تسويق حاصلاتهم الزراعية.



ثانياً : العوامل الاجتماعية :-

ان العوامل الاجتماعية والقيم والعادات والاعراف الاجتماعية والمستوى الحضاري والثقافي للمجتمعات دوراً مهماً ومميزاً في رسم اتجاهات الاستقرارالا ان أثر هذه العوامل يتباين في التأثير حسب المكان والمستوى الحضاري والثقافي للمجتمعات . وهذه العوامل يقل تأثيرها في البلدان المتحضرة ، بينما تجد تأثيرها فاعلاً في جهات عديدة من العالم ولاسيما في الدول النامية التي لا يزال للتنظيمات الاجتماعية دورها في حياة الناس . اذ ينحدر معظم السكان من أصل قبلي ، ويكون للتنظيم دور بارز في تشكيل نمط متميز من الاستقرار على شكل قرى متجاورة تعكس طبيعة الانتماء العشائري والرغبة في عدم الانتشار .

3-4 الاعتبارات التخطيطية :

ان الاعتبارات التخطيطية يمكن ملاحظتها بالنقاط الرئيسية الاتية :

اولاً :- أختيار الموقع :

إن اختيار الموقع المناسب للاستقرار البشري يعد خطوة مهمة جداً في عملية التخطيط ، وعلى المخطط ان يأخذ بالحسبان عوامل عديدة كالسكان والقوى الستراتيجية والاقتصادية . فضلاً عن الظروف الطبيعية والمناخية للمنطقة ( Golany,1978, 7) .

ينبغي على المخطط أن يحقق معايير عديدة ضرورية في أختيار الموقع ، وتشمل :

-1الراحة الفسيولوجية والمناخية: في المناخ الحار تكون الافضلية للمواقع المفتوحة المتمثلة في عدم محدودية الساحات في المناطق الصحراوية التي تكون بمستويات عالية فوق مستوى سطح البحر ، أو على السفوح المواجهة للشمال ، او للشرق ، او للغرب ، ولكن ليس الجنوب الا اذا كان أختيار الموقع مصحوباً بميزة ارتفاع المنطقة فيؤدي الى انخفاض درجات الحرارة.كما إن معدل الرطوبة النسبية يرتفع في المناطق العالية وتنخفض درجات الحرارة بمعدل درجة مئوية واحدة كلما ارتفعنا عن سطح الارض بمقدار 100 متر. وتنخفض كمية الاشعاع الشمسي في المواقع التي لا تواجه الجنوب كالشمال الذي يحصل على اقل كمية من اللاشعاع الشمسي كما أن الارتفاعات العالية تعطي ميزة الاستفادة بشكل أكبر من الرياح الطبيعية لخفض درجات الحرارة .

الميزة الأخرى للموقع في السفوح العليا أنه يعطي فرصة للساكنين للنظر فوق الافق ويعطي شعوراً نفسياً لدى الشخص بأفضلية الموقع المختار .

-2هيدرولوجية الموقع: عند جمع المعلومات المناخية يفضل أن تحسب معدلات تساقط الأمطار وبشكل دقيق ولسنوات سابقة ، فعلى الرغم من قلة سقوط الامطار وندرتها الا أنها قد تكون عنيفة ويصبح جريانها في الموقع عاملاً مهماً ، اذ قد تكون من القوة بحيث تستطيع تدمير اكتاف الطرق والمنشآت وحتى الجسور.

ويمكن الاستفادة من سقوط الامطار وخزنها خلال فترة زمنية قصيرة عن طريق تخطيط المناطق المفتوحة في المستقرة وتنقيتها . وهناك جملة من الاعتبارات يمكن الاستناد عليها لهذا الغرض ، وهي :

أ‌- إنشاء مناطق تجميع صغيرة يتم تنفيذها مع المخطط الرئيس لتصريف المياه متكاملة مع نظام للقنوات محسوبة بموجب المناسيب الطوبوغرافية للمنطقة .

ب‌- توجيه تساقط الامطار وجريانها الى المناطق الزراعية والخضراء والمساحات المفتوحة.

-3نوعية البيئة: ان أقامة المستقرات الصحراوية الجديدة عادة ما تجذب السكان الذين تكون رغبتهم في الاستقرار محدودة ، فهؤلاء عادة ما يتأقلمون على البيئة الجديدة ، ولكن على المخطط أن يتفحص امكانية وجود مصادر للتوث في المنطقة ، وهل ان الرياح ستتسبب في تكوين الكثبان الرملية قرب الموقع ؟.

من المعروف أن مصادر التلوث غالباً ما تشمل الصناعة والنقل ومحطات الطاقة واماكن دفن القمامة والكثبان الرملية والاراضي المحروثة حديثاً . كما أن التلوث الضجيجي والهوائي غالباً ما يكون مشتركاً ،مع العلم ان التلوث الضجيجي يؤثر لمسافات كبيرة في الصحراء . وبسبب الظروف المناخية ، يزداد احتمال تلوث التربة ، فالجفاف ومعدلات التبخر العالية وسرعة الريح كلها تشترك في زيادة التملح وأنتشار مخلفات المجاري والملوثات الصناعية .

إن تأثير التوجيه الطوبوغرافي للموقع يكون مكملاً لمتطلبات أختيار الموقع الذي ينعكس على شكل توجيه ونمط أبنية المستقرة . فواجهات الابنية التي تواجه الغرب والشمال الغربي والجنوب الغربي ستستلم كمية اكبر من الاشعاع الشمسي وقت الظهيره ، بينما الواجهات التي تواجه الشرق سيكون ذلك في اوقات الصباح .

لذلك فأن اختيار التوجيه للأبنية يجري وفق دراسة معدلات الاشعاع الشمسي ودرجة شدته على المواضع المختلفة ضمن الموقع المختار وعلى زاوية الميلان ووجود التلال والاشجار ونوعية السطح والعوارض المختلفة.كما أن هناك جملة من العوامل الاضافية الاخرى التي تؤثر على التوجيه الطوبوغرافي.


اعداد الباحث الاستاذ منصور ابو ريدة / ماجستير جغرافية عمران