السبت، ديسمبر 10، 2011

كتاب رائع في نظم المعلومات الجغرافية التطبيقية

 كتاب في نظم المعلومات الجغرافية التطبيقية

وصدقة جارية على أرواح شهداء فلسطين و مصر وشهداء ليبيا واليمن وسوريا وتونس
الذين بتضحياتهم شجعوناالى الحرية والدفاع عن الكرامة الانسانية والعودة للدين الاسلامي الحنيف.
ربط التحميل




رابط اخر (دائم) لهذا لكتاب القيم من المكتبة الرقمية المساحية المجانية ()

https://skydrive.live.com/?cid=0259c...89EAEB3%212452

الاثنين، ديسمبر 05، 2011

دور الجغرافيا في حماية الموارد المائية وترشيد استهلاكها



إن المياه مورد طبيعي مهم جدا ترتبط الحياه به ، ولا يمكن أن تتطور وتستمر من دونه . وتدرس الجغرافيا الطبيعية العمليات الطبيعية ، مثل الدورة الهوائية والمائية وتشكل التضاريس والترب وتغيرات الغطاء النباتي والعالم الحيواني ، والمياه الجارية في النظم الجغرافية كالحوض النهري من اجل استصلاحها واستثمارها وصيانتها لصالح المجتمع البشري وخدمته ، وتسهيل الحياه على بني البشر .[1]

ويعكف علم الجغرافيا على دراسة المياه دراسة شاملة متكاملة ، حيث يقوم بدراسة الغلاف المائي ككل ، والتوزيع الجغرافي للمياه ومعرفة كميتها مالحة كانت او عذبة ، ومعرفة احطياطي المياه ومدى كفايتها ، ودراسة التوازن المائي ومصادر المياه والدورات المائية – الكبرى والصغرى ، ومعرفة اي تغير تتعرض له هذه الدورات ، ودراسة ارتباطها بكل عناصر الغلاف الجغرافي وملاحظة مدى انعكاس ذلك على الدورات الطبيعية الاخرى ، وبالتالي على جميع مظاهر الحياه ، والغلاف الجغرافي وانعكاس ذلك على الدورات الطبيعية الاخرى ومن ثم على التوازن المتحرك ، وهو المجال الذي تتداخل فية العلاقات والتاثيرات المتبادلة بين كل من الغلاف الصخري والغلاف المائيوالغلاف الجوي .
وتسهم الجغرافيا في دراسة العلاقة المعقدة بين الغلاف المائي وبين مختلف عناصر الوسط المحيط ، الحية والجامدة (الغير حية ) ، ومدى تأثير الإنسان في الدورة المائية من خلال عمليات الري المختلفة ، وتحويل مجاري الانهار وبناء السدود والخزانات المائية الضخمة وغير ذلك ، وتسهم في دراسة الاحواض المائية النهرية بما في ذلك تلك الاحواض المشتركة بين الدول وحل النزاعات المتعلقة بذلك ، وتدرس العلاقة بين توزيع المياه وتوزيع السكان ، وضمان الادارة المتكاملة للاراضي والمياه .
وتقوم الجغرافيا بدراسة العوامل الجغرافية الطبيعية والبشرية المعاصرة ، التي ادت الى حدوث تغير في النظام الجغرافي للاحواض النهرية ، وحدوث جفاف دائم او مؤقت للانهار الكبيرة أو الصغيرة أو فروعها أو البحيرات في أي مكان من العالم ، ودراسة السبل والطرائق لتأهيل هذه المصادر المائية وإعادتها إلى وضعها الطبيعي ، مثل على ذلك جفاف بحر آرال في أسيا الوسطى، الذي يعد من الأمثلة الواضحة لحدوث خلل بيئي بلغ حد الكارثة ، والسبب في ذلك الاستخدام غير الصحيح لمياه نهري سرداريا وأموداريا في اسيا الوسطى ( هم نهري سيحون وجيحون قديما ) ، مما أدى إلى تناقص المياه التي تغذي هذا البحر وانعدامها .
وكذلك دراسة تغير مستوى البحر الميت وأثر العوامل الطبيعية والبشرية في التغيرات الإيكولوجية التي يتعرض لها هذا البحر، كتناقص مساحته من 1000 كم2 إلى نحو 700 كم2 خلال فترة قصيرة، وكذلك دراسة التأثيرات والعواقب البيئية السلبية التي يمكن أن تحدث من جراء تنفيذ أي من المشاريع المقترحة لوصل البحر الميت بالبحر المتوسط أو البحر الأحمر. وقس على ذلك في سورية حيث تعرضت الكثير من الأنهار كنهر بردى وبحيرتي العتيبة والهيجانة، ونهر قويق وغيره، إلى جفاف دائم أو مؤقت، وإلى خلل بارز في التوازن البيئي لهذه المصادر المائية.
ويظهر دور الجغرافيين الجلي على سبيل المثال، في حماية الطبيعة بشكل عام والمياه بشكل خاص عندما تم الأخذ برأيهم عام 1986 في الاتحاد السوفييتي (السابق)، في وقف عملية تحويل مجارى الأنهار من المناطق الشمالية إلى المناطق الجنوبية، بحيث ترك القرار النهائي للجغرافيين في هذا الشأن. إن الأنهار الصغيرة دائمة الجريان تتراوح أطوالها عادة من بضعة كيلو مترات إلى بضعة عشرات الكيلومترات، ومساحة حوض كل منها لا تتجاوز 2000 كم2، وهذه الأنهار هي من أكثر الأشكال المائية انتشاراً على سطح اليابسة، وهي تغطي مساحات واسعة من الجبال والهضاب والسهول، ومعظم الأنهار الصغيرة تشكل الجزء العلوي في نظام الجريان النهري، وهي بهذا تشكل الأساس في البيوسينوز
وتعد الأنهار الصغيرة من الموارد الطبيعية الهامة، و لها دور حاسم في تطور النظام الجغرافي (الطبيعي والاجتماعي) وتوازنه، وعلى ضفاف الأنهار الصغيرة عاش في الماضي ويعيش الآن أكبر عدد من السكان سواءً في الريف أو في المدن، وهؤلاء من أقدم العصور يستخدمون مياهها لتأمين حاجاتهم من مياه الشرب والغسيل والسقاية والاستجمام والسباحة والصيد والاستخدامات الأخرى. إن الأنهار الصغيرة من العوامل المهمة المؤثرة في عمليات انجراف التربة ونقل الطمي والرسوبيات، وهي تؤثر وتتأثر بالعوامل المناخية والبيولوجية والجيولوجية والجيومورفولوجية وغيرها، ولها دور مهم في حياة كل إنسان وكل مجتمع وفي حياة الكثير من الكائنات الحية، وهي تؤثر في المنظومة البيئية عامة، لذلك فليس من قبيل المصادفة أن تلقى المشكلات التي تعاني منها هذه الأنهار كالاستنزاف والجفاف والتلوث المزيد من الاهتمام من قبل قطاع واسع جدا من السكان العاديين ومن العلماء والمختصين بما في ذلك الجغرافيين.





اعداد : منصور ابو ريدة / ماجستير جغرافية عمران


[1] -حسن امين الفتوى ، تخطيط النظم البيئية التقنية الاقتصادية

دور الجغرافيا في حل المشكلات البيئية المعاصرة



الملخص:
يبين هذا البحث أهمية الجغرافية ودورها في حماية الموارد الطبيعية وترشيداستغلالها، من ذلك دورها في حماية الموارد المائية ودراسة العلاقة المعقدة بينالغلاف المائي ومختلف عناصر الوسط المحيط، وحماية الهواء والغلاف الجوي منالتلوث، وإظهار العواقب الناتجة عن ذلك، وكذلك المحافظة على التربة وصيانتهاباعتبارها من العناصر الضرورية للحياة، وقاعدة مهمة للإنتاج، ومجا ً لا مكانيًا لتنظيمالاقتصاد والعمران، ووسطًا لحياة الإنسان وغيره من الكائنات الحية।أضف إلى ذلك دور الجغرافية في حماية البيئة من الحروب وسباق التسلحومخاطر الحرب النووية.ويرمي البحث إلى تأكيد أهمية الجغرافية ودورها في التخطيط والتنبؤ علىمستوى الوحدات الجغرافية المختلفة (الأنظمة الجغرافية) من أجل تحسين البيئة،وحمايتها، وإدارتها إدارة سليمة لما فيه مصلحة البيئة وخير الإنسان والمجتمعالبشري، باعتبار ذلك جزءًا لا يتجزأ من عملية التخطيط الجغرافي العلمي الصحيح،وذلك بمشاركة العلوم الأخرى لأن حل المشكلات البيئية المعاصرة لا يمكن أن يتم فيإطار علم واحد فقط.يذيل البحث بالمصادر والمراجع التي اعتمدت في أثناء إعداد البحث.أهمية البحث :لم تعد المشكلات البيئية ( الايكولوجية )، محصورة في مكان محدد، وإنما هيالآن مشكلات عالمية لا تعرف الحدود الجغرافية السياسية، الدولية أو الإقليمية ولاتعترف بها، ومعظمها مشكلات جغرافية ( مكانية ) قبل كل شيء، ترتبط بالمكانوتصبح فاعلة ومتغيرة في الزمان، تتأثر وتؤثر في مختلف عناصر النظام البيئيالجامدة والحية، التي تشكل في معظمها عناصر النظام الجغرافي ( Ecosystem)وبشكل خاص الإنسان الذي يعد أهم هذه العناصر في كلا النظامين، إذ ،(Geosystem)( Geosystem) إن أوجه التشابه بين المفهومين كبيرة جدًا، ويرى الكثيرون أن مفهوم١). ورغم تنامي الاهتمام العلمي العالمي بما في )( Ecosystem ) أكثر دقة من مفهومذلك اهتمام الجغرافية بالمشكلات البيئية، إلا أن هذا الاهتمام لم يصل إلى الحد المقبولمن قبل الجغرافيين العرب، علمًا أن الجغرافية تستطيع بكل تأكيد المساهمة في حلالمشكلات الايكولوجية المختلفة، وهي مدعوة للمشاركة في ذلك إلى جانب العلومالأخرى. وأهمية هذا البحث في تسليط الضوء على الدور الذي يمكن أن تؤديهالجغرافية في حماية البيئة والمحافظة على التوازن والاستقرار البيئي.أهداف البحث وأسسه العلمية :تعد الجغرافية الأساس العلمي للتخطيط البيئي، ويعد التخطيط البيئي مجا ً لاتطبيقيًا لها، حتى تنجح الجغرافية في هذا المجال عليها تعميق أسسها النظرية المفيدةفي تفسير العمليات والتطورات الجارية في الطبيعة، والتنبؤ بمستقبلها، والتخطيط لإدارتها من أجل تحقيق التنمية المتوازنة الآمنة للبيئة والاقتصاد والمجتمع ( ٢). وتوليالجغرافية أهمية خاصة لدراسة التغير الذي يتعرض له النظام الجغرافي، وشدة هذاالتغير وسرعته ومقياسه، ودراسة عواقب التأثير البشري المصطنع، ومعرفة مصادرالملوثات ونوعيتها وتركيبها وانتقالها، خاصة أن العلاقة بين الإنسان والبيئة هي علاقةقديمة جدًا، وهذه العلاقة كانت دائمًا في مركز اهتمام علم الجغرافية، ولكنها تعرضتللكثير من التغير عبر الزمن وازدادت تعقيدًا بسبب تشابكها وزيادة اتساعها لتأخذمقياسًا عالميًا (كونيًا )، ونتائج ذلك أثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في الطبيعةوفي مختلف جوانب الحياة (الاجتماعية والمادية والروحية) للمجتمعات الحديثة، ومنمظاهر هذه المشكلة زيادة استنزاف الموارد الطبيعية، تلوث البيئة، الانفجارالديموغرافي، الجوع وسوء التغذية للعدد الأكبر من سكان العالم وغير ذلك منالمظاهر.والسؤال المطروح ما هو دور الجغرافية ووظيفتها في حل هذه المشكلات ؟ إنالإجابة عن هذا السؤال ليست بالسهولة المتوقعة، ولكن يمكن التأكيد أنه على الرغممن مساهمة الجغرافية في إيجاد الحلول لكثير من المسائل الروتينية وحل بعضالمسائل المحددة التي أصبحت من المسلمات في الجغرافية، فإن على الجغرافيةالمساهمة في حل المسائل المهمة والأكثر إلحاحًا، من أجل تحقيق التوازن البيئيالطبيعي، والتوازن البيئي الاجتماعي، والمحافظة على هذا التوازن في إطار نظام( المجتمع الطبيعة ).إن العلاقة بين الموارد الطبيعية والظروف الطبيعية والمجتمع البشري هي علاقةمتغيرة باستمرار، والتوازن فيما بينها توازن متحرك جدًا وديناميكي، وهذا التغير والتوازن محدد بقدرة الإنسان وتأثيراته المفتعلة التي يحدثها في الوسط الجغرافيوقدرة هذا الوسط على التوازن وإعادة التوازن.ووفق رأي ( ل. ن. كاربوف )، فإن مساهمة الجغرافية في حل هذه المشكلاتالبيئية يمكن أن تتم من خلال الأمور التالية :١ إيجاد الحل للمشكلات العالمية يشكل محور اهتمام فروع علمية مختلفة كماهو معروف، وقبل اتخاذ قرارات محددة بهذا الشأن يجب القيام ببحوث مختلفة تشاركفيها علوم كثيرة، ونظرًا لأن الجغرافية أحد أهم العلوم التركيبية ( التي تجمع ما بينالعلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية )، فإنها تستطيع أن تقدم خبرة وأساسًا علميا منهجيًالدراسة هذه المشكلات العالمية.٢ وضع قاعدة بيانات، تضم المعلومات المطلوبة والمتوافرة عن المشكلاتالعالمية تعتمد على أبحاث علم الجغرافية كسجلات المسح الجغرافي، والخرائط،والمعلومات المحددة الدقيقة التي تنطوي تحت إطار البحوث الجغرافية، ويمكنتوسيعها وفق ما يتطلبه حل تلك المسائل.٣ أي من المشكلات العالمية تملك دون شك مواصفات إقليمية، والجغرافيةتقدم الخبرة المطلوبة لدراسة العمليات الطبيعية والبشرية، وتحليل العلاقات المتبادلة.( بين مختلف العناصر ضمن الإقليم وبينه وبين الأقاليم الأخرى ( ٣وتساعد الجغرافية في تقديم الحلول المناسبة للكثير من المشكلات البيئيةالمعاصرة خاصة تلك المشكلات التي يتعرض لها الغلاف الجغرافي، لأن تلكالمشكلات لا يمكن حلها إلا من خلال دراسة العلاقات المتبادلة المباشرة وغيرالمباشرة بين مختلف عناصر الغلاف الجغرافي وأخذها بالحسبان.إن الغلاف الجغرافي للأرض يشمل ثلاث مجموعات من الأنظمة : البيولوجية، الاجتماعية،التكنولوجية، وهذه الأنظمة تعد موضوعات لدراسة العلوم : البيولوجية، الاجتماعية،الاقتصادية والتكنولوجية. وهي تمثل مجتمعة ثلاثة نماذج للأنظمة البيئية : نموذجبيوجغرافي، نموذج اجتماعي اقتصادي جغرافي، ونموذج جغرافي هندسي، مماأدى إلى ظهور ثلاث اتجاهات إيكولوجية جغرافية تعتمد على عدد من الفروعالعلمية القديمة والحديثة، التي تبحث في اتجاهات مختلفة، من أجل التوصل إلى نظاممعرفي متكامل عن العلاقات المتبادلة بين الكائنات الحية، بما في ذلك الإنسان. ( والمجتمع البشري، وعلاقاتها مع الوسط الجغرافي الطبيعي( ٤كما أن تلوث البيئة وسرعة التغير الذي تتعرض له يتطلب المزيد من الاهتمامليس فقط بمسألة حماية البيئة وإنما بمسألة التنبؤ حول وضعها في المستقبل القريب أوالبعيد، ويعد الدور الجغرافي في حل هذه المسألة على جانب كبير من الأهمية، إذ إنالدراسات الجغرافية تشير إلى التغيرات المحتملة التي قد تصيب الأنظمة البيئية(الجغرافية)، خاصة تلك التغيرات أو الأزمات وشيكة الحدوث، والعمل بفعالية منأجل توجيهها وإدارتها والتخفيف ما أمكن من الآثار السلبية أو غير المرغوبة الناتجةعنها. فالباحث الجغرافي يريد أن يتنبأ مث ً لا بظاهرة التحضر أو التصحر أو التلوث أوغير ذلك من الظواهر البيئية الحضرية أو الريفية أو الطبيعية لمعالجتها والتخطيط لهاقبل حدوثها .إن التنبؤ له أهمية قصوى للجغرافيين لأنه يساعدهم في تقديم تصورات معينةلمستقبل أي مشكلة تواجههم، و الجغرافي يستطيع عن طريق استخدام المعطياتالمختلفة المتوافرة تطوير أساليب علمية للتنبؤ بالمشكلات التي تتعرض لها البيئة،والعواقب الناتجة عن ذلك، واقتراح الحلول المناسبة للحد من هذه المشكلاتوأخطارها.ومما لا شك فيه أن مثل هذه الدراسات تأخذ الطابع الهرمي أي تبدأ من مستوىالأقاليم فالدول والقارات وأخيرًا العالم، وأي مشكلة عالمية لا يمكن إيجاد حل مناسبلها دون تحضير أولي أو تمهيدي على مستوى الإقليم، والبحث عن طرائق متخصصةلحل هذه المشكلة في الظروف المحلية الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية، وتعد هذهالإجراءات جزءًًا مهمًا من عملية التنظيم المكاني الذي يعد من أهم وظائف الجغرافيةالمعاصرة. وتقدم الجغرافية تصورا محددا لمسألة الأمن البيئي الوطني والإقليميوالعالمي، وتأثير انتقال الملوثات عبر الحدود، واستغلال الموارد الطبيعية علىالمستوى الإقليمي والعالمي، ومدى كفاية هذه الموارد في تأمين الحاجات البشرية الآنوفي المستقبل.ومن أهم وظائف الجغرافية توضيح الضائقات أو الكوارث الإيكولوجيةودراستها ومدى انتشارها وتوزعها ونتائجها، واقتراح الإجراءات العلمية الضروريةللتخفيف من حدتها وللمحافظة على الاستقرار البيئي والانتقال إلى حدوث تطور بيئيمتوازن على المستوى الكوني، عبر فهم آلية العمليات التي تجري في الطبيعةوانعكاس ذلك على التجمعات البشرية وردود الأفعال المختلفة تجاه ذلك، ومما لا شكفيه أن دور الجغرافية والجغرافيين في حماية البيئة وإيجاد الحلول المناسبة لبعضالمشكلات الإيكولوجية العالمية يمكن أن يكون كبيرًا من منطلق أن مشكلات البيئة،ظهرت لأن العمليات الاجتماعية الاقتصادية لم تتطور بالشكل الذي يأخذ بالحسبان خصائص الوسط المحيط والتفاعلات التي تجري فيه والضغط البشري المصطنع الذييقع عليه.دور الجغرافية في حماية الموارد الطبيعية بشكل عام :الموارد الطبيعية هي تلك المواد والظاهرات الطبيعية التي لا دخل للإنسان فيوجودها، ولكنه يعتمد عليها في حياته ويتأثر بها ويؤثر فيها. أو هي إجمالي المواردالمكونة للبيئة بما في ذلك الكتلة والطاقة والأشياء البيولوجية والأشياء الحية التيتسمى بالرصيد العام٣٣.(٦)ويصنف الجغرافيون الموارد الطبيعية بطرائق مختلفة، ويمكن التمييز بين ثلاثمجموعات رئيسة من الموارد الطبيعية من حيث الإفادة منها وهي ٤٣: (٧)أ موارد متجددة وموارد غير متجددة : وذلك وفق قدرتها على التجدد الذاتيخلال عمليات الدورات الطبيعية مث ً لا ( النباتات والمياه موارد متجددة بسرعة فيالظروف العادية أما التربة وخامات المعادن فهي موارد متجددة ببطء شديد، وأخيرًاخامات الوقود الاحفوري فهي موارد غير متجددة ).ب موارد مستبدلة وموارد غير مستبدلة : وذلك وفق إمكانية استبدال موردطبيعي معين بمورد آخر، مث ً لا موارد الطاقة مستبدلة ، أما الماء والهواء فهي مواردغير مستبدلة.ج موارد معوضة وموارد غير معوضة : وذلك وفق إمكانية استرجاعها أوتعويضها والاستفادة منها اقتصاديًا، كما أنه يمكن وصف بعض الموارد الطبيعية بأنهاواقعية ( في متناول اليد )، وبعضها كامنة لا تستخدم في الظروف الحالية لأسبابتقنية أو مادية.ونظرًا إلى أن الموارد الطبيعية قابلة لاستنزاف يؤدي إلى حدوث نتائج بيئيةسلبية مباشرة أو بعيدة الأثر، مما يجعل الاهتمام بحماية هذه الموارد وترشيد استغلالهامسألة على درجة كبيرة من الأهمية، وذلك لأسباب عديدة، يأتي في مقدمتها أهمية هذهالموارد في تأمين استمرارية الحياة للأعداد المتزايدة من البشر، وحق الأجيال المقبلةفي الحصول على حاجاتهم من هذه الموارد، كما أن المحافظة على هذه الموارد يعنياستمرار توازن النظام البيئي ( الجغرافي ) وعناصر هذا النظام.والسؤال المطروح ماذا تستطيع الجغرافية تقديمه من أجل حماية المواردالطبيعية والمحافظة عليها ؟ يمكن القول باختصار: إن الجغرافية كعلم شمولي متكاملتمتلك ضمن فروعها المختلفة قاعدة من المعلومات والبيانات المهمة عن المواردالطبيعية والبشرية الموجودة في البيئة، ودور الجغرافية واضح في دراسة العلاقاتبين هذه الموارد، ودراسة احتياطي الموارد الطبيعية وخصائصها وتوزعها وسبلحمايتها والمحافظة عليها وترشيد استغلالها، وفي بحث وتحليل للتفاعلات المتبادلة بينالأنظمة البيئية الطبيعية والأنظمة الاجتماعية. لأن التأثير المزدوج لنمو السكانوازدياد الاستهلاك سيؤدي إلى تغيير البيئة عن طريق المواد الأولية المستخرجة منجهة، والملوثات التي تفرض عليها من جهة أخرى ٥٣.يرى ( ر. بالم ) " أن الاستخدام العقلاني للموارد الطبيعية يحتاج إلى مدخلجغرافي لدراسة العلاقة بين الأنظمة الطبيعية والأنظمة الاجتماعية، والاهتمام بتدفق.( الموارد وانتقالها بين مختلف الأماكن، وتأثير هذا الانتقال على النظام البيئي "( ٩وإذا كان الاستخدام العقلاني للموارد الطبيعية يتطلب فهم العمليات المكانيةوالعلاقات المتبادلة بين الأقاليم، فإن الجغرافية يمكنها تقديم منهج واقعي لدراسة هذهالعمليات، وتقديم معلومات محددة عن التوزع المكاني والزمني لمختلف المواردالطبيعية، خاصة أن هذه الموارد تتوزع توزيعًا غير متساوٍ في العالم، و تستغلاستغلا ً لا غير متساوٍ أيضًا. والجغرافية تظهر أن استخدام هذه الموارد يتم بشكل غيرعقلاني، وتظهر العواقب الناجمة عن هذا الاستخدام. وتأسيسًا على حقيقة تاريخاستخدام الموارد الطبيعية في مختلف المجتمعات، يمكن للجغرافية المساهمة فيحماية هذه الموارد أو العمل على استبدال الخامات المستنزفة بغيرها من الخامات ذاتالاحتياطي الكبير. ويرى ( س. برون ) أن اهتمام الجغرافيين بحماية الطبيعةوالاستخدام العقلاني للموارد الطبيعية يتركز في ثلاثة اتجاهات :اتجاه جغرافي تقليدي من خلال القيام بتحليل التأثير المتبادل بين الإنسانوالوسط المحيط، خاصة ما يتعلق منها باستخدام الطبيعة والتغيرات السلبية التيتتعرض لها، كتغير المناخ، وشكل سطح الأرض، والنباتات، والتربة وغيرها.اتجاه بيئي، لدراسة النباتات وتكيفها، وتغير اللاندشافت (المنظر الطبيعيللمكان)، ودراسة تأثير الأعمال البشرية في البيئة في الماضي والحاضر في البلدانالمتقدمة والنامية، والاستفادة من الخبرات الشخصية والجماعية للاستفادة من المواردالطبيعية، إن جغرافي هذا الاتجاه يحاولون إظهار أهمية المبادئ الإيكولوجية وضرورة أخذها بالحسبان في مختلف المجالات، ومشاركة علماء الاختصاصاتالأخرى في هذه الجهود.الاتجاه الثالث الذي يقوم به المختصون في الجغرافية الاجتماعية الذين ينكبونعلى تحليل حالة المجتمع، والسياسة الحكومية، ومشكلات حماية التنوع الحيوي،وحماية الموارد الطبيعية في البيوسفير، ومستقبل استخدام الموارد الطبيعية علىمختلف المستويات من المحلي إلى العالمي، وهنا تبرز أيضًا أهمية التعاون بين.( الاختصاصات العلمية المختلفة ( ١٠دور الجغرافية في حماية الموارد المائية وترشيد استغلالها :إن المياه مورد طبيعي مهم جدًا ترتبط الحياة به، ولا يمكن أن تتطوروتستمر من دونه. وتدرس الجغرافية الطبيعية العمليات الطبيعية، مثل الدورة الهوائيةوالمائية وتشكل التضاريس والترب وتغيرات الغطاء النباتي والعالم الحيواني، الجاريةفي النظم الجغرافية كالحوض النهري من أجل استصلاحها واستثمارها وصيانتهالصالح المجتمع البشري ٣٨.(١١)وتعكف الجغرافية على دراسة المياه دراسة شمولية متكاملة، إذ تدرس الغلافالمائي ككل، وتوزع المياه وكميتها المالحة والعذبة، واحتياطي المياه ومدى كفايتها،ودراسة التوازن المائي ومصادر المياه والدورات المائية الكبرى والصغرى ومعرفة أي تغير تتعرض له هذه الدورات، وارتباطها بكل عناصر.









منصور عزت ابو ريدة / ماجستير جغرافية عمران

انماط توزيع التجمعات العمرانية في الاقليم





سنتناول فيما يلي بعض أنماط توزيع المدن والقرى علي صفحة الإقليم كأساس لمبادئ تخطيط المدن والقرى حيث تتطلب دراستها ثلاث موضوعات يرتبط بعضها ببعض ارتباطا وثيقا هي:
أولاً
:مواقع التجمعات العمرانية وتشمل دراسة العوامل ذات التأثير عليها
ثانياً::تباعد التجمعات العمرانية وتشمل دراسة المسافات بين المدن في الإقليم
ثالثاً: أحجام التجمعات العمرانية: وتشمل دراسة سكانها وليس المقصود اتساعها أو مساحتها
اولا:مواقع التجمعات العمرانية:
يختلف تحديد مواقع التجمعات العمرانية المؤدية الي نشأة القرية او المدينة لعدة اعتبارات منها :
1- العوامل الطبيعية 2- العوامل الاقتصادية
3- العوامل الاجتماعية 4- العوامل السياسية
5- العوامل التاريخية
حيث تتاثر كثيرا بالاتي:
1- الموقع 2-الشكل
3- الهدف 4-الحجم

ولتوضيح ذلك نجد ان تعاملات البلاد التجارية تتكامل مع بعضها البعض عندما تتواجد تجمعات سكنية تقوي من وجودها مثل وجود نهر او بحر يسهل قيام تجمعات عمرانية علي ضفافه كما يسهل المعيشة في المنطقة
وكلما تحسنت وسائل المواصلات وأنشئت المراسي والطرق البرية كلما ساعد ذلك علي نمو التجمعات العمرانية"(1)
انواع مواقع إلإنقطاع لمنشأ التجمعات العمرانية :
يوجد نوعان من الإنقطاع هما:
الانقطاع الطبيعي
الانقطاع الحركي
انواع مواقع الإنقطاع

الإنفطاع الحركي
الإنقطاع الطبيعي
شكل (1-1) انواع مواقع الإنقطاع
"النوع الأول الانقطاع الطبيعي:
مثل التباين الطبيعي أو تغيير التشكيل الطبيعي كالعلاقة بين الماء واليابس أو السهل والجبل وتوضح الأشكال (2-1) بعض المواقع المتميزة التي تساعد على تكوين التجمعات العمرانية و من أمثلة مواقع التجمعات العمرانية المقترنة بالعناصر الطبيعية:
الأنهار:
ــ مواقع رؤوس الملاحة :
و تعني انقطاع المرور على اليابس وبدء الانتقال الملاحي مثل قيام مدينة السويس بمصر ومدينة شيكاغو بأمريكا شكبل (2-1أ)
ــ مواقع المصبات:
و تعني انقطاع الملاحة النهرية وبدء الملاحة البحرية مثل قيام مدن دمياط ورشيد شكل(2-1ب)
ــ مواقع المراحل :
و هي مرحلة للراحة والتموين والكشف الجمركي مثل قيام المدن والقرى على حددودها عند الطريق البري الموصل بينها.
ــ مواقع ملتقى الأنهار:
و تعني انقطاع إتجاه و بدء إتجاهات أخرى مثل قيام مدينة كفر اليات و مدينة بنها।




ــ مواقع المعابر :
وتكون حيث يضيق النهر و يسهل عبوره مثل قيام المدن والقرى على ضفاف نهر النيل شكل (2-1جـ)

ــ مواقع الشلالات:
وتعني انقطاع الملاحة النهرية مثل القرى و المدنه المقامة قرب الشلالاتبمواقع وادي حلفا أعالي النيل"

"المسطحات المائية:
ــ سواحل البحار والمحيطات :خط انقطاع بين الماء واليابس و تكون أهم المدن مثل الإسكندرية و بور سعيد في مصر التي بدأت كقرى صغيرة .
ــ البحيرات : هي حواجز وعقبات و بالتالي انقطاع بين الماء واليابس و أنشئت حولها مدن و قرى عند نهايات و أطراف البحيرة مثل الإسماعيلية على بحيرة التمساح كذلك قيام تجمعات عند الخلجان و التعرجات لأنها مواقع حماية طبيعية مثل المدن حول خليج العقبة.
الجبال :
ــ نظراً لوعورتها فإنها تفرض الانقطاع الحركي و من ثم تتحكم في مواقع التجمعات وبها ثلاثة أنواع:
1.مواقع داخل الجبال: في الأودية الجباية التي تمثل الحركة الأفقية أي انقطاع الحركة الرأسية.
2.مواقع أقدام الجبال :عند نقاط التجمع و بعد اجتياز الجبل و فيها انقطاع الحركة الأفقية و بدء الحركة الرأسية.
3।مواقع مقدمات الجبال : تجمعات سكنية تقوم على مسافة من الجبل تمثل القواعد الرئيسية في عبور العائق الجبلي وتعتبر نهاية كل الطرق المؤدية إلى المنطقة الجبلية."






اعداد منصور عزت ابو ريدة / ماجستير جغرافية عمران / جامعة النجاح .

البيئة الحضرية والعمران



يعرف (ابن خلدون) مفهوم (العمران) بانه (التساكن والتنازل من مصر أو حلة للأنس بالعشيرة واقتضاء الحاجات) ، وهو بذلك يجعل العمران بمثابة الحياة الاجتماعية للبشر في جميع ظواهرها ويربط بين العمران وأسلوب الحياة فيجعل ما يجمع الناس في عمران واحد هو تعاونهم في تحصيل معاشهم.
يمكن تناول العمران كمفهوم شامل من منظورين أحدهما يرى أن العمران نتيجة والآخر يراه وسيلة، فالاتجاه الأول يرى انه نتيجة لتفاعل ذكاء الإنسان مع البيئة الطبيعية في استيفاء حاجاته المادية والروحية بمعنى أن هذا الاتجاه يراها عبارة عن معادلة طرفاها هما الإنسان والبيئة ومحددات هذه المعادلة هي المحددات الطبيعية والثقافية وغيرها ومن ثم فان ناتج هذه المعادلة هو العمران المتوافق مع حاجات الإنسان المادية والروحية.
اذن أن كلا الاتجاهين يعبران عن العلاقة التبادلية بين الإنسان والعمران فالأول يعبر عن أن الإنسان هو الذي يصنع ويصوغ العمران ليحقق احتياجاته والثاني يوضح قدرة وسلطة العمران في التأثير على المجتمع وصياغة مفاهيمه.
وخلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين بدأ التركيزعلى مصطلح البيئة الحضرية (Urban Environment) كقضية لها اهتمام كبير ولقد نالت هذا الاهتمام عن طريق المناقشات العالمية الحديثة حول التنمية। هناك تباين كبير في مفاهيم وتعاريف البيئة الحضرية فيعرفها البعض على أنها:- ( نسيج ذو هيكل معقد غني في تركيبه خليط من الأبعاد الطبيعية والمشيدة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية )...اذ نرى عن طريق التعريف إن البيئة الحضرية تعبر عن نظرة شمولية للمكونات المختلفة للمحيط الذي يعيش فيه الإنسان.- البـيئة الحضرية هي تعـبير عن الأوضاع التي تؤثر في عملية التنمية أو النمو ॥ اذ يؤكد هذا التعريف على أن المدن هي القوى الدافعة للنمو الاقتصادي وان تطبيقات هذا النمو على البيئة الحضرية تحتاج إلى تقويم شامل بواسطة إدارة فعالة للبيئة الحضرية.وبشكل عام فأن البيئة الحضرية هي جزء من البيئة الشاملة التي نعيش فيها والباحث يميل إلى أن تعرف البيئة الحضرية على أنها :"النسيج المادي المعبر عن ناتج تفاعل الإنسان مع بيئته بهدف إشباع متطلبات الإنسان المادية والروحية في أطار محددات خلفياته الثقافية والاجتماعية والفكرية"






منصور ابو ريدة \ ماجستير جغرافية عمران

الجمعة، سبتمبر 09، 2011

أسس تحديد المركز العمراني كمدينة أو قرية



يقصد بالمركز العمراني تجمعات المنازل التي يقطنها الناس في أي منطقة، وهي تختلف حسب الأحجام ، وتتراوح بين القرية الصغيرة،والكبيرة والمدينة الصغيرة والمدينة العملاقة.
وتنقسم مراكز العمران إلى قسمين متميزين من حيث الحجم والوظيفة والطابع.
*مراكز العمران الريفي : وتمثلها القرى.
*مراكز العمران الحضري: وتمثلها المدن.
علما بأن كل مراكز العمران الحضري القائمة في العالم في الوقت الراهن، تحولت من مراكز عمرانية ريفية أو قروية إلى مدن صغيرة وأخذت تنمو حتى بلغت الأحجام التي هي عليها الآن، ولذلك يجد المهتمون بهذا التخصص صعوبة في تحديد التجمع العمراني عما إذا كان قرية أو مدينة والمعايير الأكثر تداولا في العالم هي:
* المعيار الحجمي

ويطلق عليه أحيانا المعيار الإحصائي أو العددي، وأغلب الدول تعتبر أن المدن هي كل تجمع للمنازل المتصلة ، التي يتجاوز عدد سكانها رقما معينا غالبا ما يكون 5000 نسمة وقد ينخفض إلي 3000 نسمة كما في أمريكا الشمالية أو بعض الدول الاسكندنافية ،كما قد يرتفع هذا العدد إلى حوالي 2000 نسمة كما في مصر أو الهند، أما في الجزائر فيبتدئ هذا المعيار من حوالي 5000 نسمة،ولكنه رقم لا يمثل حدا فاصلا بين القرية والمدينة ، ولهذا السبب يمكن اعتبار المعيار الحجمي (الإحصائي) غير كاف لتحديد القرية أو المدينة.
* المعيار الإداري
تتخذ المدن كقواعد إدارية للمناطق الريفية ، وتختلف حجم الوظيفة الإدارية التي تقوم بها المدن ، فهناك العاصمة الوطنية التي ترتكز فيها الوظيفة السياسية والإدارات المركزية للدولة ، والسفارات ، إلى غير ذلك ( كالجزائر، القاهرة ،نيو دلهي ،طوكيو،لندن، واشنطن…..الخ)، تليها الحواضر الإقليمية مثل عواصم المناطق (باتنه ، تلمسان، عنابة …الخ) تليها الحواضر التوابع (الأربعاء,بوفاريك ,برج منايل , عين بسام) ثم القرى الكبرى (عين الحجر, أولاد موسى ,ازفون , عين الحمام…الخ).
* المعيار الوظيفي
يؤكد كثيرا من الباحثين فاعلية المعيار الوظيفي في تحديد المدن , وهناك مقياس دولي مقترح لتحديد المدينة وهي التي لايقل عدد سكانها غير الزراعيين عن 56% من جملة سكانها , ومادون هذه النسبة من المدن ليست حضرا بل مراكز ريفية ,ورغم هذا المقياس المتعارف عليه فإننا نجد هذا المعيار غير مطبق تماما في كل بلدان العالم .
* المعيار الشكلي الظاهري العام
رغم أن هذا المعيار يفتقر إلى القياس الكمي ومع ذلك فإنه يترك للباحث حرية التقدير التي قد يستخدمها مثل كثافة السكان و إستخدامات المباني ومستوى كافة المرافق والخدمات والشكل الظاهري العام .وكيفما كان الحال فإن الباحث يمكنه الإستعانة بكل هذه المعايير في تحديد المركز العمراني، الحجم ، الوظيفة ، الإدارة، فضلا عن تقدير الواقع الجغرافي للمركز العمراني وقياسه ككل.

إ عداد : الاستاذ منصور ابو ريدة

التوسع العمراني في بلدة بيتونيا ( الجزء الاول )

من المتعارف عليه في أغلب القوانين والتشريعات البشرية أن الزحف والتوسع العمراني يقترن بالزيادة السكانية في اي منطقة ، وهي مقترنة بالزيادة العامة للسكان وليس فقط بالزيادة الطبيعية ، وإنما بالهجرة السكانية ايضاً ، كما يعتبر التوسع العمراني من عوامل أزدهار المناطق والمدن وحتى في القرى والريف القريب من المدن، إلا أن هذا التوسع له سلبيات على الكثير من الأنظمة البيئية والأجتماعية في مناطق التوسع ، كما يوجد لديه ارتباطاً وثيقاً بالتغير الأقتصادي والذي يحدث فيه خللاً في أنماط النشاط الاقتصادي من حيث غلاء المعيشة والسكن، ومن أيجابيات التوسع العمراني زيادة الثقافة والتعليم والترفيه والأزدهار الاقتصادي، ولكن عندما يكون هذا التوسع على حساب البيئة والاراضي الزراعية التي تعتبر مصدر أنتاج هامة للناس يجب وضع القوانين والتشريعات التي تحد من التوسع العمراني وخصوصاً العشوائي الغير منظم .
وهنا في دراسة التوسع العمراني لمنطقة بيتونيا يجب أعطاء نظرة شاملة لهيكلية هذا التوسع على الصعيد الوطني والإقليمي ويجب أن يكون متوازناً في عملية النمو على الصعيد الأفقي والعمودي لكي يلبي الأحتياجات المطلوبة من هذا التوسع، ومصدراً للإنجازات والأبتكارات العلمية والثقافية وملائمة العيش والعمل في المنطقة، ومصدراً للاطمئنان والأستقرار[1]
وعند مقارنة هذه الأهداف المراد تحقيقها من اي توسع عمراني مع التوسع العمراني الحاصل في بلدة بيتونيا، فإنه يلاحظ خللاً واضحاً في أهدافه التي نسمو ونرجو أن تكون موجودة من أجل تحقبق الأمن والأطمئنان في منطقة الدراسة، بل أكثر من ذلك فإننا لا نجد أياً منها على الصعيد النفسي أو الاجتماعي، وحتى على الصعيد البيئي والاقتصادي أيضاً.
وبالتالي تبدأ من هنا النظرة السلبية للتوسع العمراني في بلدة بيتونيا بشكل خاص، وقد يكون التوسع العمراني في بيتونيا أيجابي من حيث التأثبر على النظام الإقتصادي كما سلف الحديث في المقدمة ، وتتمحور الاثار السلبية في التأثير على الأراضي الزراعية والبيئية وعلى الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر .
ومن خلال دراسة الصور الجوية لنتطقة بيتونيا ومدينة رام الله لعام 2004 م، والصورة الجوية لنفس المنطقة لعام 2010م، تبين أن هناك اختلاف في نسب ومساحات المناطق خلال الست سنوات المدروسة . ويظهر أيضاً في الصور الجوية المناطق التي قام جدار الفصل في ضمها للأراضي المصادرة والتي لا يستطيع سكان المنطقة الأستفادة منها، ويظهر أيضاً المناطق الأسيرائيلية (المستوطنات والمعسكرات الاسرائيلية التي أثرت سلباً على التوسع العمراني في المنطقة .
إ عداد : الاستاذ منصور ابو ريدة

الجمعة، أغسطس 19، 2011

تاريخ العلاقة بين الريف والحضر

لابد من التاكيد ان الكتابات التي تمت للتفرقة بين الريف والحضر قد تمت على نحو تشبيهي فقط فالمدينة والقرية خلقا لعدة قرون الشكلين الاساسيين الذي يتركز فيهما نشاط الانسان ، وليس هناك خطوط على المستوى النظري والتطبيقي ، بين الاثنين بحيث يمكن ان نعين في دقة اين تنتهي القرية واين تبدأ المدينة فهي مسألة جغرافية اولا واخيرا .

غير ان الفرق بين الريف والحضر يكون دائما ضعيفا غير ظاهر في البداية ثم تاخذ في التضخم والظهور حتى يصل الى نقطة الذروة التي بعدها تقل من جديد . ولابد ان نعى ان الريف والمدينة هما شكلان من اشكال عملية تطويرية اقتصادية اجتماعية وثقلفية ، وان المدينة هي مرحلة متقدمة خاصة ومتطورة من اصل ريفي في بعض الاحيان ، وهناك مدنا اخرى نشأت بطريقة ارادية لاغراض معينة فلا يمكن ان يقوم العالم الصناعي من فراغ فلابد ان الحضارة الصناعية الحضرية في اي مجتمع قد اخذت من التراث الاجتماعي والثقافي الذي عرفتة المجتمعات الزراعية من قبل .
فتعريف الريف والمدينة على معاير متباينة تختلف من حالة لاخرى ومن فترة زمنية لاخرى ، اي انه ليس هناك اتفاق عام على تحديد لمفهومي ريفي وحضري ، وايضا لايوجد معيار واحد للتفرقة بين الريف والحضر صالح لكل مكان وزمان . الامر الذي يؤدي الى كثير من الخلط والاضطراب ، كما ان الريف والمدينة في تعريفهما يرتبط في جميع الاحوال بحكم قيمي متميز . حيث ان الكتابات تصور الريف دائما لدرجة اختلافه مع الحضر وباعتباره انحرافا الى حد ما عن المعيار السليم .
كما ان هناك تداخل في هذه الكيانات الحضرية بعضها ببعض ، وهناك قرى حضرية داخل المدن الكبيره وهناك القرى الميتروبوليتانية التي اخذت كل اشكال الطابع الحضري والاساليب الحضريه رغم انها مناطق ريفيه ( مما يؤدي الى تنوع وحدات المقارنه بشكل عام ) . وهناك في الولايات المتحدة الامريكية مناطق تجمع في خواصها بين صفات الريف والحضر حيث انتقل بعض سكان المدن الكبيرة للاقامة بالضواحي الريفية حول هذه المدن سعيا وراء الهدوء والبعد عن الضوضاء والتلوث البيئي . ويطلق على هذه المناطق اسم المناطق الريفية الحضرية .
وقد مرت الفروق الريفية الحضرية نظريا بمراحل تطور عديدة بدءا بالمحكات التي يمكن ارجاعها الى فروق خاصة بالبناء الاجتماعي او فكرة استخدام المحك الواحد في التميز بين الريف والحضر (1) ، فقد شاع استخدام حجم المجتمع كمحك وحيد للتصنيف والتميز . وتطورت دراسة الفروق الريفية الحضرية والذي تمثل في تطوير نماذج مثالية من خلال تجريد خصائص الموضوع الذي يهتم بدراسته . وذلك بهدف فهم العالم الواقعي وتحليل الاحداث التاريخية الملموسة او المواقف الواقعية ثم ظهرت فكرة الثنائيات التي تقابل بين نوعين مختلفين من المجتمعات ، ثم جاءت فكرة المتصل الريفي الحضري ، والمتصل الريفي الحضري منطقة تفاعل لخصائص الريف والحضر معا ، بمعنى وجود مناطق بينية بين الريف الحقيقي والمدينة الخالصة ، ويبدو التغير في انماط استخدام الارض في هذه الاجزاء البينية في شكل متصل ، ويشمل التغير طريقة حياة السكان ، كما يشمل ذلك الحيز العمراني الذي يقطنونه (2) ، ومن خصائص هذه المنطقة انها تشهد تحولات وتغيرات بينية ، حيث الاستخدام الحضري المتزايد للاراضي المجاورة ، كما ان خصائص هذه المنطقة تجمع بين العناصر المتغايرة والمظاهر غير المتشابهة ، فهي نطاق انتقالي سواء في استخدامات الارض ، او الخصائص الديموغرافية والاجتماعية .



اعداد : الاستاذ منصور ابو ريدة

















_____________________________________________________________________
1) حسن الخولي ، الريف والمدينة في العالم الثالث ، دار المعارف ، القاهرة 1982 ص 40-48
2) محمد مدحت جابر ، جغرافية العمران ( الريفي والحضري ) ،الانجلو المصريو ، القاهرة 2003،ص241