الجمعة، أبريل 20، 2012

اهمية استخدام الخرائط الجغرافية في التدريس .............

 مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الهادي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

 

من العوامل الهامة التي تؤدي إلى نجاح المعلم إتقانه لمهارات التدريس لأن ذلك يؤدي إلى زيادة فاعلية الطلاب وجذباهتمامهم ورفع مستواهم التحصيلي، ولاشك أن هناك العديد من المهارات التدريسيةالفعالة تعتبر قواسم مشتركة بين مختلف التخصصات إلا أن هناك بعض التخصصات تنفردبمهارات معينة دون غيرها فمن المهارات الأساسية التي يجب أن يتقنها معلم الموادالاجتماعية استخدام الخرائط والتوظيف السليم لها أثناء الشرح حيث أن الخريطة تمثلمكانة هامة خاصة في تدريس الجغرافيا.
ويوضح اللقاني وزملاؤه (1990م،ص176) أن الخرائط الجغرافية تعتبر جزء مهم في حياة الإنسان يتعامل معها ويستخدمها خصوصاً إذااستخدمها بكفاءة عالية فإنها تساعده على حل الكثير من المشكلات وتفسير العديد منالظواهر التي تبدو غامضة .
ويشير سعادة (2001م ، ص38) إلى أن الخرائط الجغرافية تعتبر لغة مثل أي لغة أخرى من اللغات لأنها تتضمن كميات هائلة من المعلومات عن العالم، فهي لغة مختصرة وتنقل معلومات كثيرة وبشكل واضح أكثر من أية وسيلة تعليميةأخرى.
وتؤكد البنعلي (1996م ، ص 130) أن الخريطة تعتبر مصدراً مهماً من مصادر الحصول على المعرفة ومن أهم المصادر التعليمية المستخدمة في تدريس المواد الاجتماعية بصفة عامة ومادة الجغرافيا بصفة خاصة لأنها تساعد في فهم الظواهرالطبيعية والبشرية وتعمل بذلك على تحقيق الأهداف التعليمية التي لا تستطيع وسائل أو مصادر أخرى تحقيقها، لذا فإن إتقان مهارة قراءة الخرائط وتفسيرها تعتبر من الكفايات الأساسية لمعلم المواد الاجتماعية.
ويؤكد حيدر (1996م ، ص75) أن الخريطة تحتل في مجال التدريس أهمية كبرى خاصة في تدريس الجغرافيا فهي تعطي رؤية واسعة لمساحاتكبيرة وبعيدة وتساعد التلاميذ على فهم العديد من العلاقات التي قد لا يدركونها،وتوضح لهم الارتفاعات والانخفاضات وتثير ميولهم نحو موضوعات الدراسة وتساعدهم علىاكتشاف المعلومات من رموزها وربطها بمعلومات واقعية. ويرى إبراهيم (1990م ، ص241) أنه يجب على معلم الجغرافيا استخدام خرائط مختلفة وأن يكون مدرباً على استخدامها فيالتدريس وعلى طرق إرشاد تلاميذه في استخدام هذه الوسيلة.
تعريف الخريطة الجغرافية :

يعرف دنيا (1402هـ، ص56) الخرائط بأنه تمثيل لسطح الكرة الأرضية أو لجزء من هذا السطح من أجل إعطاء صورة حقيقية عن شكل وحجم المنطقة التي تمثلها وبيان أهم مظاهرها الحقيقية كالارتفاع وتوزيع الأمطار و المنتجات الزراعية و الثروة الحيوانية والسكان والمناطق الحربية ومواقع الثغور إلى غير ذلك من المظاهر المختلفة.ويعرف اللقاني وزملاؤه (1990م، ص177) الخريطة بأنها تمثيل لظاهرات سطح الأرض أو جزء منه على سطح مستوي بمقياس رسم ومسقط معين ورموز معينة.ويعرف منشي وزميله (1411هـ، ص21) الخريطة الجغرافية بأنها عبارة عن التمثيل الكارتوغرافي للمعلومات الجغرافية من حيث علاقتها بموقعها الأصلي على سطح الأرض تمثيلاً يراعي شكل الأرض الفعلي.وقد وضع سعادة (2001م، ص 39) تعريف شامل للخريطة حيث ذكر أنها عبارة عن رسم تخطيطي يمثل سطح الأرض كله أو جزء منه بحيث يتم فيه توضيح الحجم النسبي والموقع لذلك الجزء بناءً على استخدام مقياس رسم معين للتصغير واعتماد مسقطخريطة محدد من المساقط المعروفة مما يساعد على توضيح الظواهر الطبيعية أو الأنشطةالبشرية المتعددة للمنطقة الجغرافية المرسومة.ومن خلال التعاريف السابقة يمكن تعريف الخريطة بأنها (عبارة عن تمثيل لسطح الأرض أو الجزء منه تمثيلاً كارتوجرافياًمن أجل توضيح الظاهرات الطبيعية والبشرية عليها عن طريق رسم تخطيطي يعتمد فيه مقياسرسم معين ومسقط خريطة محدد ورموز وألوان متعارف عليها).أنواع الخرائط الجغرافية :


نظراً لما تتميز به المعلومات الجغرافية من تزاحم شديد حول موقع على سطح الأرض فقد دعت الحاجة إلى تعدد وتنوع الخرائط الجغرافية حيث لا تستوعب الخريطة الواحدة تمثيل العديد من الظواهر والتي تشتمل على كثير من المعلومات المعقدة وإذا تم فعل ذلك لأصبحت الخريطة طلاسم معقدة من الخطوط والرموز والألوان لذلك كان لابد من تقسيم الخرائط إلى أنواع متعددة تفي بأغراض محددة وأهداف معينة. (منشي وزميله 1411هـ، ص 23
).كذلك ينبغي أن تتمشى الخرائط بأنواعها المختلفة مع مستويات التلاميذ وقدراتهم واهتماماتهم كما يستحسن أن تكون هذه الخرائط ذات صلة بالبيئة المحلية التي يعيش فيها التلاميذ وأن تكون واقعية وملموسة وبخاصة عندما يكون الغرض من استخدامها هو دراسة البيئة المحلية والتعرف على الظواهر الطبيعية والبشرية فيها (سعادة 2001م، ص 418).وفيما يلي أبرز أنواالجغرافية والتي يمكن استخدامها في عملية التدريس :
1
ـ الع الخرائط خرائط التصويرية 2ـ الخرائط الطبيعية 3ـ الخرائط المناخية4ـ الخرائط السياسية

5-
الخرائط الاقتصادية 6ـ خرائط المواصلات 7ـ الخرائط التاريخية : 8ـ الخرائط الاجتماعية
9
ـ خرائط الأطلس 10ـ الخرائط الصماء 11ـ خرائط الحائط 12ـ خرائط العرض

13
ـ خرائط الكتاب المدرسي 14ـ خرائط الكرات الأرضية 15ـ الخرائط المجسمة 16ـ الخرائط التخطيطيةمميزات استخدام الخرائط الجغرافية :
1-
تتميز الخرائط بأنها وسيلة مركزة وملخصة للمعلومات التي يمكن استخلاصها بمجرد النظر إليها
.
2-
تبين الخرائط أوجه الاختلاف والتباين والتشابه والتماثل المكاني بين عدد منوع من الظواهر الجغرافية
.
3-
تساعد الخرائط على قراءة وتحليل العوامل المختلفة و المؤثرة فيما يبحث عنه من ظواهر كما تساعد فيالتعرف على المواقع المكانية بالنسبة إلى بعضها البعض و تحديد الاتجاه والإحساسبالحجم والمساحة

4-
تساعد الخرائط عند إضافة الألوان والرموز والكتابة على سرعة التمييز والتخصيص والتحديد
(
منشي وزميله 1411هـ، ص25، ص26
).أهمية التدريس باستخدام الخرائط الجغرافية : تلعب الخرائط الجغرافية إذا أُحسن استخدامها دوراً إيجابيا مهماً في تنمية الحس المكاني لدى التلاميذ وفهم بيئتهم التي يعيشون فيها بل والبيئات الأخرى البعيدة عنهم ومع ذلك فإن استخدامها يحتاج إلى عناية من المعلمين بتنمية بعض المهارات المهمة عند تلاميذهم حتى يتم تحقيق الأهداف التربوية التي تسعى عملية استخدام الخرائط لتحقيقها في المدارس (سعادة 1985م، ص115).وانطلاقاً من دور الخريطة في تصوير الظواهر الطبيعية والبشرية والحضارية التي تتخذ أشكالاً متباينة على سطح الأرض وانطلاقاً من حاجتنا لمعرفة المواقع عليها وتوزيع تلك الظواهر في صورة مرئية موحدة وتكوين حاسة الاتجاه والحاسة المكانية فقد أصبحت الخريطة هي الوسيلة التعليمية الأساسية في تدريس الجغرافيا لكافة المراحل التعليمية

(
البصيلي وزميله 1992م، ص151) (الكلزة ومختار 1419، ص171)لذا يمكن القول بأن الخريطة تعتبر ركيزة أساسية يعتمد عليها الجغرافي في تفسير الظواهر الطبيعية والبشرية على سطح الأرض كما تساعده في التعبير عن البيئة وعلاقتها بالإنسان وفهم إمكانياتها والمشاكل التي تواجهها وتوزيع الظواهر عليها
(
زيادي 1993م، ص15).كما أن استخدام الخرائط في التدريس يحل ما يواجهه الطلاب من مشكلات كالمقارنة بين مساحة دولة وأخرى وتحديد المسافة بين مدينة وأخرى والتعرف على مناطق الضغط الجوي واتجاهات طرق المواصلات وتحديد مواقع أهم المدن كالعاصمة والموانئ والمدن الزراعية والصناعية والتجارية (الديب 1987م، ص171).ومما يجدر ذكره هنا أن استخدام المعلمين لمهارات الخرائط يحقق لتلاميذهم عدة فوائد تربوية يتمثل أهمهافيما يلي : 1- تنمي لدى الطلبة القدرة على الملاحظة الدقيقة والتفصيلية وبشكلٍ خاص الملاحظة عن قرب.
2-
تساعد الطلبة على فهم الأحداث الجارية وربط تلك الأحداث مع خبراتهم
.
3-
تساعد على إيجاد جو من التسلية واستغلال أوقات الفراغ في رسمها أو صنعها أو قراءتها أو ربطها بالواقع
.
4-
تساعد التلاميذ على تحديد مواقع الظواهر الجغرافية المختلفة وإظهار مساحات الأقاليم أو الدول والتعرف على الحدودالسياسية وبيان المسافات بين الدول أو المدن إضافةً إلى توضيح التغيرات الجغرافيةوالاقتصادية والسياسية والحربية والاجتماعية ودراسة الطرق البرية والبحرية

5-
تساعد على تنمية المفاهيم الجغرافية ومفاهيم الأبعاد والأحجام وتنمية الميول والاهتمامات الإيجابية فيما يخص الظواهر الطبيعية والبشرية السائدة في العالم، إضافة إلى إدراك مايتعلق بها من حقائق ومعلومات خلال وقـت قصيـر .
(
دبور والخطيب 1987م، ص111) ، (حمدان 1986م، ص121). (صباح محمود وآخرون 1996م، ص225
).
(
سعادة 1985م، ص121). (فلاته 1988م، ص165)، (كاظم وزميله1986م، ص321، ص323
).يتضح مما سبق أهمية تدريس مهارات الخرائط مما يحتم على معلم الجغرافيا بصفة خاصة ومعلم المواد الاجتماعية بصفة عامة الاهتمام بهذه المهارات في مختلف المراحل التعليمية والعمل على تحقيق فوائدها الجمة (سعادة 1985، ص122).ومعلم الجغرافيا الذي لا يستخدم الخريطة أثناء تدريسه فإنه يقدم موضوعات جافة لا يستوعبها الطالب ولا يدركهاوبالتالي سوف تكون له هذه المادة مملة وغير محببة لنفسه.أما المعلم الناجح فهو الذييقوم باختيار الخريطة المناسبة للموضوع ويُحسن استخدامها أثناء الشرح مما يؤدي إلىإدخال عنصر الإثارة والتشويق وإكساب الطلاب العديد من الفوائد العلمية والمهاراتوالقدرات.هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين .
إعداد / الاستاذ منصور عزت ابو ريدة / ماجستير جغرافيا
_____________________________________________________________
المراجع :

1-
إبراهيم،عبد اللطيف فؤاد، 1990م، تدريس الجغرافيا، الطبعة الخامسة، القاهرة، مكتبةمصر.
2-
حمدان، محمد زياد، 1986م، وسائل وتكنولوجيا التعليم مبادئهاوتطبيقاتها في التعلم والتدريس، الطبعة الثانية، الأردن، عمان، دار التربيةالحديثة
.
3-
دبور، مرشد وإبراهيم الخطيب، 1987م، أساليب تدريس الاجتماعيات، الأردن ، دار الأرقم

4-
دنيا، محمود طنطاوي، 1402هـ، استراتيجيات تدريسالمواد الإجتماعية، الكويت، الطبعة الأولى، مكتبة الفلاح.
5-
الديب، محمديوسف، 1987م، إنتاج الوسائل التعليمية البصرية للمعلمين، الطبعة الثانية، الكويت،وكالة المطبوعات
.
6-
زيادي، إبراهيم، 1993م، مبادئ الخرائط والمساحة،الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية
.
7-
سعادة، جودت أحمد، 2001م، تدريسمهارات الخرائط ونماذج الكرة الأرضية، الأردن، الطبعة الأولى، دارالشروق
.
8-
فلاتة، مصطفى محمد عيسى، 1988م، المدخل إلى التقنيات الحديثة فيالإتصال والتعليم، الرياض، جامعة الملك سعود
.
9-
كاظم، أحمد خيري وجابر،عبد الحميد جابر، 1986، الوسائل التعليمية والمنهج، الطبعة الثالثة، الكويت، دارالبحوث العلمية
.
10-
الكلزة، رجب أحمد ومختار، حسن علي، 1415هـ الموادالإجتماعية بين التنظير والتطبيق، مكة المكرمة، الطبعة الثالثة، مكتبةالفيصلية
.
11-
اللقاني، أحمد حسين ورضوان، أحمد برنس ومحمد، فارعة حسن، 1990م، تدريس المواد الإجتماعية، القاهرة، الطبعة الثالثة، عالم الكتب
.
12-
محمود، صباح والقاعود، إبراهيم والمومني، محمد، 1996م، طرائق تدريس الجغرافيا،الأردن، الطبعة الأولى، دار الأمل
.
13-
منشئ، زكي ونصر الدين، بدوي محمد، 1411هـ، الخرائط الجغرافية تصميم وإنتاج وقراءة وتفسير، جدة، مكتبةالمصباحثانياً: الدوريات

14-
البصيلي، علي أحمد وحسن الياس محمد، 1992م، نحو أسلوب هادف لتعليم أساسيات الخرائط الجغرافية في المرحلة الإبتدائية فيالمملكة العربية السعودية، مجلة جامعة أم القرى، العدد السادس، ص 143-173
.
15-
البنعلي، غدنانة سعيد، 1996م، مستوى أداء الطلبة المعلمين بجامعة قطر فيمهارات قراءة الخرائط الجغرافية، المجلة التربوية، العدد الثامن والثلاثون، المجلدالعاشر، ص 131-189
.
16-
حيدر، نصر حسن، 1996م، أهمية الخرائط الجغرافية فيالتدريس، بناة الأجيال، العدد 18، ص 72-76
.
17-
سعادة، جودت أحمد،1985م،أهمية تدريس الخرائط والكرات الأرضية ، مجلة الباحث، السنة السابعة، العددالرابع

التغير المناخي العالمي

نظرة عامة
يعتبر مناخ الأرض مناخ متقلب طبيعيا، حيث يتقلب بين الارتفاع والانخفاض في الحرارة على مر الزمن منذ مئات وآلاف السنين. إنّ الأرض حاليا في فترة من الارتفاع في الحرارة منذ نهاية العصر الجليدي القصير الذي حل بأوروبا وشمال أمريكا في بداية القرن السابع عشر. وفي السنوات الأخيرة، ظهرت هناك مخاوف من إمكانية تأثير النشاطات البشرية على العمليات الطبيعية التي تنظّم درجة الحرارة على الأرض. بشكل خاص، فإن عملية استخدام الوقود في إنتاج الطاقة وتقليص مساحة الغابات أدى إلى زيادة كمية ثاني أ!..!!..!يد الكربون إلى الجوّ بنسبة هائلة حيث اصبح دورة ثاني أ!..!!..!يد الكربون الطبيعية في الجو غير قادرة إلى استيعاب هذه الكمية مما يؤدي إلى تراكمها في الغلاف الجوي. لكن يبقى هناك سؤال, ما مدى تأثير وجود ثاني أ!..!!..!يد الكربون وبعض الغازات الأخرى في الجو على التغير في المناخ؟.

ما هي القضايا الناجمة عن التغير في المناخ؟
إنّ درجة حرارة الأرض متأرجحة لكن ضمن نطاق يبقيها ملائمة للحياة، وذلك نتيجة لما يسمى بـ "ظاهرة الدفيئات". تحدث هذه الظاهرة نتيجة تجمع غاز ثاني أ!..!!..!يد الكربون وبعض الغازات الأخرى مثل غاز الميثان وبخار الماء "غازات الدفيئات" على شكل غلاف يحيط بالأرض يختلف تركيزه من منطقة لأخرى، ومن ميزات هذا الغلاف هو انه يسمح بمرور الأشعة ذات التردد المنخفض ويمنع ذات التردد العالي. إن الأشعة القادمة من الشمس والتي تكون عادة ذات تردد منخفض تمر من خلاله نحو الأرض، وعند وصولها الأرض تمتص الأرض جزء من طاقة الأشعة وتع!..!!..! الباقي إلى الجو مره أخرى ولكن بتردد عالي على شكل أشعة تحت حمراء حيث يتم امتصاصها في هذا الغلاف الغازي مم يؤدي إلى اكتسابه بعض طاقة ويقوم بدوره بإعادة إرسالها نحو الأرض مم يشكل مصدر إضافي للطاقة. إنّ النتيجة النهائية لهذه العملية هي إعادة توزيع الطاقة بحيث يجعل الحرارة في الطبقة ما بين الغلاف والأرض مرتفعة والتي فوق الغلاف منخفضة. إن هذه الظاهرة وما يرافقها من ارتفاع في درجة حرارة سطح الأرض تجعل من الأرض كوكب مناسب لكافة أشكال الحياة.

لكن بعد الثورة الصناعية، ارتفع تركيز غازات الدفيئات في الجو مما يعني ازدياد كمية الأشعة الممتصة وكمية الطاقة التي تنع!..!!..! نحو الأرض مما أدى إلى ارتفاع متوسط حرارة الأرض فوق المعدل الطبيعي، وهو ما أدى إلى تحويل هذه الظاهرة الطبيعية إلى ظاهرة سلبية تهدد مناخ الأرض والطبيعة. ولعل أسوء النتائج قد تكون في ارتفاع مستوى سطح البحار نتيجة التمدد الحراري للمحيطات والذوبان المحتمل لبعض طبقات الجليد والثلوج في القطب الجنوبي، وهناك أيضا مخاوف أخرى من احتمال حدوث تغير في أنماط المناخ وتوزيع الأمطار على سطح الأرض والتي قد تسبب إجهاد للنظام البيئي.

يعتبر بخار الماء في الجو من أكثر غازات الدفيئات انتشارا بالإضافة إلى مجموعة من الغازات الأخرى مثل ثاني أ!..!!..!يد الكربون الميثان التي تنتج من مصادر طبيعية واصطناعية "الناتجة من النشاطات البشرية المختلفة"، وهناك غازات أخرى تنتج من مصادر صناعية مثل اكاسيد النيتروجين وغاز كلوروفلوروكاربون أو ما يعرف بـ(CFCs) الذي يستعمل في التبريد ولمكافحة النيران. تشكّل غازات الدفيئات ما مجموعة أقل من 0.1 بالمائة من غازات الغلاف الجوي وتشير المقاييس بأن كمية غاز ثاني أ!..!!..!يد الكربون في الجو ارتفعت من 280 إلى 360 جزء لكل مليون منذ بداية الثورة الصناعية، كما لوحظ أن هناك ارتفاع في كمية غاز الميثان والذي يعتبر اصطناعي المصدر مثل الممارسات الزراعية مثل تربية الماشية ومزارع الأرز ومصادر أخرى.


ما هو المجهول؟
أن التنبؤات في ارتفاع درجة الحرارة سطح الأرض جاءت من برامج الكمبيوتر التي تمثل مناخ الأرض (نمذجة المناخ) حيث تقوم بربط المبادئ النظرية والمعلومات المتوفرة حول أنماط المناخ الماضية. إن الزيادة في غازات الدفيئات من المصادر الاصطناعية معروفة ببعض الحقيقة، لكن القليل يعرف حاليا حول الأجزاء المهمة الأخرى في هذا الموضوع. النقاش العلمي ما زال مستمرا حول مدى مساهمة غازات الدفيئات الاصطناعية في رفع درجة الحرارة سطح الأرض. لقد أظهرت الأبحاث العلمية العلاقة بين المحيطات ولأرض والمحيط الحيوي والجو وتأثيرها على المناخ، لكن يبقى هناك بعض الغموض وهو هل في زيادة كمية بخار الماء والغيوم في الجو أي أثر في زيادة أو نقص درجة حرارة سطح الأرض. هذا بالإضافة إلى أن برامج الكمبيوتر لا تستطيع تحديد نوعية التأثير لهذه الظاهرة إقليميا، فعلا سبيل المثال، بينما بعض المناطق قد تستفيد من مناخ أكثر دفأ وفصول دافئة أطول، وفي المقابل يكون هناك مناطق أخرى قد تعاني من الجفاف.

ما هي المخاطر والمعوقات؟
أن الثورة الصناعية والنمو الاقتصادي في الدول المتطورة أعتمد بشكل أساسي على الوقود الغني بالكربون "الوقود الاحفوري" كمصدر للطاقة. مع أنة تم تطوير وتحسين نوعية الوقود ورفع كفاءة طرق استعمال الطاقة، لكن يبقى الوقود الغني بالكربون المصدر الرئيسي للطاقة المستخدمة في المواصلات وتوليد الكهرباء. ففي دول مثل الهند والصين، ذات الكثافة السكانية العالية، تعتمد جميع أشكال التطور والنمو فيها على الوقود الاحفوري إذ أنه غير مكلف ومتوفر بسهولة. لهذا فإنه من الصعب صياغة اتفاقية دولية للتخفيض من إشعاعات غاز ثاني أ!..!!..!يد الكربون وغازات الدفيئات الأخرى.

المبادئ الأساسية
إن درجة المعرفة العلمية حول تغيير المناخ العالمي تزداد وتتغير باستمرار. معظم الكتب الدراسية تسرد فقط بعض الأمور المحدودة حول هذا الموضوع المعقّد، ولهذا يحتاج المعلمون إلى الاستعانة بمراجع خارجية للتزود بالمعلومات الإضافية. هذا بالإضافة إلى أن العديد من الكتب الغنيّة بالمعلومات المفيدة جدا عن موضوع تغيير المناخ العالمي قد أصدرت في السنوات الأخيرة.

دورة الكربون في الطبيعة والأسس الجوّية
إنّ نظام الأرض مكون من تفاعل الأنظمة الأربعة الرئيسية وهي الهواء والماء والأرض والمحيط الحيوي (الكائنات الحية). أن دورة المادة والطاقة خلال هذه الأنظمة الفرعية متوازنة على المدى القصير والبعيد. فعلا سبيل المثال، إن المواد الضرورية لاستمرار الحياة مثل الكربون والنتروجين والكبريت، والفسفور تمر في دورة طبيعية في الأرض والجو والمحيطات والمحيط الحيوي من خلال عمليات طبيعية مثل عملية التركيب الضوئي والتنفس والتحلل للمواد العضوية وغيرها.

يعتبر الكربون المادة الأساسية في عملية البناء الحيوي لجميع الكائنات الحية. ان كميات كبيرة من الكربون مخزونة في الوقود الاحفوري والذي هو بقايا نباتات وكائنات حية مدفونة تحت الأرض في طبقة الصخور الرسوبية. إن عملية استخدام هذا الوقود أدت إلى إضافة ثاني أ!..!!..!يد الكربون إلى الجو بكميات كبيرة في فترة زمنية اقصر بكثير من التي تحدث نتيجة العمليات الطبيعية مثل البراكين والحرائق وعمليات التنفس والتحلل البيولوجي للكائنات الحية. وكما ذكر سابقا، فان غاز ثاني أ!..!!..!يد الكربون يلعب دور أساسي في تنظيم درجة حرارة سطح الأرض. من المعروف أن جميع غاز ثاني أ!..!!..!يد الكربون لا يبقى في الهواء، فهناك كميات كبيرة يتم استهلاكها في عملية التمثيل الضوئي في النبات كما أن جزء كبير أيضا تمتصه مياه الأمطار والبحار والمحيطات. فعلى سبيل المثال أدت عمليات إزالة الغابات إلى حدوث خلل في دورة ثاني أ!..!!..!يد الكربون في الجو.


ظاهرة الدفيئات
إن ظاهرة الدفيئات هي ظاهرة طبيعية وتساهم في وجود بيئة طبيعية مناسبة للحياة على الأرض. وكان أول من لاحظ وجود هذه الظاهرة هو عالم الرياضيات جوزف فوريير في 1824. وفي أواخر القرن التاسع عشر أوضح العالم سفانتي آريهينيوس بأن ثاني أ!..!!..!يد الكربون الناتج عن احتراق الوقود الاحفوري يساهم في تطور ظاهرة الدفيئات. وكما أشرنا سابقا فإن وجود غاز ثاني أ!..!!..!يد الكربون في الجو مع بعض الغازات الأخرى مثل بخار الماء وغاز الميثان يعمل على رفع درجة حرارة الأرض عن طريق امتصاصه لأشعة الشمس المنع!..!!..!ة عن الأرض (حوالي 47 بالمائة من مجموع الأشعة الساقطة على الأرض) ذات التردد العالي ثم تقوم بإعادتها إلى الأرض مما يساهم في زيادة درجة حرارة الأرض. وقد سميت هذه الظاهرة بظاهرة الدفيئات لأنها تشبه في عملها عمل الدفيئات الزراعية.

يتكون الهواء المحيط بالأرض بشكل أساسي من غاز النتروجين (78 بالمائة) والأو!..!!..!جين (21 بالمائة)، و غاز الأرجون (تقريبا 1 بالمائة) حيث تشكل في مجموعها ما نسبته 99.9 بالمائة من الجو. يحتوي الجو أيضا على بخار الماء، الذي يتفاوت في تركيزه حول الأرض طبقا للأحوال الجوية اليومية. كذلك يوجد غازات أخرى مثل ثاني أ!..!!..!يد الكربون، الميثان، الأوزون، ثاني أ!..!!..!يد النتروجين، وثاني أ!..!!..!يد الكبريت لكن نسبتها قليلة بالنسبة للغازات الأخرى حيث تشكل في مجموعها أقل من 0.1 بالمائة من الجو، لكن بع!..!!..! الأو!..!!..!جين والنيتروجين فإن هذه الغازات قادرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء.

على الرغم من أن ثاني أ!..!!..!يد الكربون من أكثر غازات الدفيئات شيوعا إلا أن بخار الماء يعتبر الأكثر أهمية من ناحية قدرته على امتصاص الأشعة تحت الحمراء، لهذا فإن إي تغيير بسيط في نسبة بخار الماء في الجو يمكن أن تعوض تغيير كبير في نسبة ثاني أ!..!!..!يد الكربون. من غازات الدفيئات الأخرى يأتي غاز الميثان، وأكاسيد النيتروجين والكلوروفلوروكربون (CFCs) ولهذه الغازات قدرة كبيرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء وكذلك فترة بقائهن في الجو طويلة.


المناخ والطقس
الطقس هو عبارة عن الأحوال الجوية "درجة الحرارة، الرطوبة، الأمطار أو الرياح" التي تسود منطقة ما خلال فترة زمنية قد تمتد لأيام أو أسابيع أو أشهرا. أما المناخ فهو معدل الطقس لمدة طويلة لا تقل عن ثلاثين عاما. المناخ العالمي هو النظام الذي يوزّع الطاقة الشمسية على سطح الأرض. إن التسخين الغير متساوي لسطح الأرض يسبب الرياح التي تنقل الحرارة من خط الاستواء الحار إلى القطبين الباردين. تقوم المحيطات بخرن الطاقة الشمسية ونقلها حول العالم على طريق التيارات المائية العميقة الضخمة المعروفة بـ "حزام النقل العظيم للمحيط". أن نظام نقل الحرارة عن طريق المحيط والرياح وتفاعلاتهم مع بعضهم البعض غير واضح علميا حتى الآن.

أل نينو ولا نينا El Nino And La Nina:
إنّ التفاعل بين تيارات المحيط والطقس العالمي يتمثل بالظاهرة المعروفة بـ أل نينو ولا نينا. وبشكل دوري، فإن تيار المحيط الغربي الخارج من ساحل البيرو يتوقّف مسببا طاقة حرارية في مياه جنوب المحيط الهادي التي تؤثّر على أنماط الطقس ومعدل درجات الحرارة العالمية وهذه الظاهرة تعرف بـ أل نينو. في أحيان أخرى يكون التيار الغربي أقوى من معدلة مما يؤدي إلى تبديد الطاقة الحرارية في المحيط الهادي. وعندما تصبح درجة حرارة المحيط الهادئ أبرد من المعدل فإنها تؤدي إلى اخفض درجات الحرارة عالميا، وهذه الظاهرة تعرف بـ لا نينو.

المناخ في الماضي
إن تقييم التأثير البشري على التغير في المناخ معقّد لأنه يصعب التمييز بين التغيرات المناخية الناتجة عن التأثيرات الإنسانية وتلك الموجودة أصلا نتيجة التأثيرات الطبيعية. يمكن الاستدلال على أنماط المناخ السائدة في الماضي عن طريق فحص بعض البقايا الرسوبية المتحجرة أو الكتل الجليدية، ويتم دراسة بيانات المناخ السابقة في محاولة لفهم أسباب تغير المناخ ولمعرفة نتائجه وذلك للاستفادة منها في تخمين تغيرات المناخ المستقبلية.

توقّع المناخ المستقبلي
أن برامج الكمبيوتر التي تنمذج المناخ (تعمل عمل نظام المناخ) إنما هي نماذج رياضية مستندة على تلك التي تستعمل للتنبؤ بأنماط الطقس المحلية، ولمعالجة العديد من المتغيرات والمعادلات الرياضية في هذه النماذج فلا بد وجود كمبيوترات سريعة في معالجة النظم حتى نتمكن من التنبؤ بتغيرات المناخ المستقبلية (نمذجة التغيرات المستقبلية للمناخ). إن نظام المناخ العالمي معقد، وأن العلاقة والتفاعلات القائمة بين المحيطات والغيوم ما زالت غير واضحة، ,وأن نماذج الكمبيوتر تعالج هذه العوامل بشكل منفصل. أن درجات الحرارة العالمية لم ترتفع كما تنبأت بها نماذج الكمبيوتر، وهذا ما قاد العلماء للبحث عن عوامل أخرى، مثل رذاذ الكبريتات الذي يعتقد أن له قدرة على التبريد ويعمل على موازنة الارتفاع في الحرارة العالمية.

ما هو المجهول؟
لا يوجد هناك أدنى شك بأن تركيز ثاني أ!..!!..!يد الكربون وغازات الدفيئات الأخرى زادت في الجو منذ بداية الثورة الصناعية، وأن لهذه الغازات القدرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء. هناك عدد من العمليات الطبيعية التي تحدث في الجو أو على الأرض لا يوجد لها أساس علمي وغير واضحة حتى الآن. فعلى سبيل المثال قضية الكربون "المفقود"، وذلك أن حوالي نصف كمية ثاني أ!..!!..!يد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الاحفوري أو من مصادرة الطبيعية تبقى في الجو، أما النصف الآخر فيعتقد أنه تتم إزالته عن طريق ذوبانه في المحيطات وفي عملية التركيب الضوئي في النبات، ولكن المساهمة النسبية لهاتين العمليتين ليست معروفة. كذلك إن مقدار وتوقيت أي ارتفاع في الحرارة العالمية في أي بقعة جغرافية وتأثيرها ما زال مسألة نقاش وبحث.

سياسات تغيير مناخ
إن صناع القرار في الولايات المتّحدة والبلدان الأخرى يسعون إلى وضع اتفاقية حول الإجراءات اللازمة لتخفيض كمية غازات الدفيئات الناتجة عن النشاطات البشرية (اصطناعية المصدر) والعمل على تخفيف تأثيرها المحتمل على المناخ. في عام 1997 تم إبرام معاهدة كيوتو الخاصة بالتغير في درجة حرارة المناخ والتي وقّعت عليها العديد من الدول (لكن لم يصادق عليها حتى الآن) والذي يهدف إلى إلزام الدول الصناعية الكبرى لتخفيض إشعاعاتها من غاز ثاني أ!..!!..!يد الكربون وغازات الدفيئات الأخرى. لكن يوجد هناك خلاف جدي واحد هو أن الدول النامية والكبيرة مثل الهند والصين لن تخضع لقيود هذه المعاهدة على الرغم من أن استعمالهم للطاقة سيفوق الولايات المتحدة في السنوات القادمة. تقترح معاهدة كيوتو آليات لتشجيع الدول المتطورة على نقل خبراتهم في استخدام الطاقة ومكافحة التلوث إلى الدول النامية.
__________________
منقول
الاستاذ : منصور عزت ابوريدة / ماجستير جغرافية العمران

اهمية دراسة علم الجغرافيا في التعليم المتوسط والعالي

هل رأى أحد منكم أن دراسة مادة الجغرافيا فى التعليم العام بأوروبا أو اسيا أو فى أمريكا أصبحت اختيارية أو مهمشة ، هل اطلع أحدكم على مقررات الجغرافيا فى كليات الاداب ، هل يعرف كل من يقرا هذا المقال أن عدد الطلاب المعلمين فى احدى كليات الاعداد لم يتجاوز هذا العام 2006 / 2007 ست طلاب وطالبات فقط . ترى من المسؤول ؟؟ هل هو نظام الثانوية العامة الجديد فى اسمه القديم فى مضمونه ؟ لماذا تتحول مادة التاريخ فى المرحلة الثانوية الى مادة اختيارية ؟ لماذا تصبح المواد ذات الصبغة الوطنية مهمشة ؟ هل تخلينا عن تاريخنا ورصيدنا الحضارى فيما نملك من حضارة امتدت آلاف السنين ؟
ان من يريد دراسة تاريخ الأمة عليه أن يتعرف ويدرس الموقع والموضع ، عليه أن يدرس المكان وطبيعته ، وأن يدرس الزمان بكل متغيراته ، ولعل من يفقد وعيه بالمكان وطبيعته من السهل جدا أن يسرق منه هذا المكان دون أن يشعر ، لكونه ليس له رصيد ذهنى مسبق عن هذا المكان الذى هو أرضه وعرضه . كيف لنا أن نجهل طبيعة بلدنا وطبيعة وطننا الجغرافية ؟ ان اى مجتمع يحترم نفسه يجعل ضمن اولويات اهتماماته أن يؤصل فى نفوس الأبناء الانتماء للمكان وللأرض ، ويأتى ذلك من خلال دراسته لها ولجغرافيتها ، وكذا مواردها الاقتصادية والحضارية والبشرية .


اننا أمام مشكلة حقيقية تتمثل فى اهمال مقصود ومتعمد لعلم من اهم العلوم وهو علم الجغرافيا ، ان ما يحدث يمثل تجهيل لأجيال كاملة وسيادة شعور عام وثقافة عامة شعارها عدم الوعى الجغرافى والتاريخى على حد سواء ، لو كام المرحوم والعبقرى دكتور جمال حمدان بيننا اليوم ماذا كان سيكون رده على واقع تدريس الجغرافيا فى التعليم العام . الم يكتب شخصية مصر ، الم يؤصل فى كتاباته ضرورة احترام وتقدير الموقع والموضع لخريطة مصر . كيف لنا أن نجهل موقعنا وموضعنا الجغرافى فى زمن صارت الصور الجوية تشير صراحة الى كل شبر والى كل مكان صغر حجمة أم كبر ، وفى لحظة ترى بيتك أو مكانك الذى تقطن فيه بمجرد الدخول على أحد المواقع الخاصة بالخريطة الاليكترونية ( الصور الجوية )( خريطة جوجل ) على سبيل المثال .

كما يشير الدكتور " يوسف كامل إبراهيم " أستاذ الجغرافيا البشرية في جامعة الأقصى بغزة إلى كون الجغرافيا أصبح علماً مفترى علية ويؤكد على مجموعة من الأمور التي تؤكد أهمية علم الجغرافيا فيقول " الجغرافيا ليست كما يعتقد أو يقوم بتفسيرها بعض المثقفين بأنها هي السطح ومناخ البحر الأبيض المتوسط وتوزيع البترول وحقوله أو توزيع التمر، أو سرد عواصم الدول فالجغرافيا هي ذلك العلم الذي يشترك مع الكثير من العلوم الطبيعية والبشرية والصناعية والعسكرية، والفلك، وجغرافية الحروب، والجغرافيا الطبية وجغرافية البيئة والمياه والجغرافيا السياسية وجغرافية التنمية والجغرافيا الاقتصادية وجغرافية التخطيط وجغرافية السكان، فالجغرافيا البشرية ذلك العلم الذي يتعرف على سلالات العالم وأصولهم على اختلاف دياناتهم ومواقعهم ونزوحهم واستقرارهم ونشاطاتهم، والجغرافيا الطبيعية هي التي تتعرف على ملامح الدول من الناحية الطبوغرافية، جبال ووديان، وسهول وبحار، وانهار وبحيرات وهضاب وخلجان، ومناخاتها المختلفة تبعاً لمختلف مواقعها من ناحية التضاريس، وموقعها بالنسبة للكرة الأرضية والمدارات المناخية.. هذا التخصص يقود إلى الجغرافيا العسكرية (الحروب) وكيف تتعامل الدول من خلال منظور الجغرافيا الطبيعية وإمكانية اختراق تلك الدول والوصول إلى الأهداف المنشودة من خلال دراسة وتحليل المعوقات الطبيعية من أنهار أو جبال أو مستنقعات، بإمكان المهتمين دراسة تجربة الحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق وكيف استخدم علم الجغرافيا في تلك الحروب وكيف يتم النظر على أهمية دراسة مناطق استخراج البترول من وسط أسيا أو استخراج اليورانيوم من أفريقيا ويتم ذلك من خلال استخدام علم أخر وهو (علم الخرائط) أو علوم أخرى كعلم نظم المعلومات الجغرافية أو الاستشعار عن بعد وهي العلوم التي لا يستغني عنها أي جيش في العالم (طبوغرافية الأرض) فالخرائط ترصد المرتفعات والمنخفضات والكهوف والوديان السحيقة من خلال خرائط متنوعة وكذلك الصور الجوية.

والجغرافيا لها علاقة بعلم الآثار وعلم أشكال سطح الأرض (الجيومور فولوجي) ذلك العلم المتعلق بدراسة باطن الأرض وأنواع الصخور والجغرافيا مرتبطة بعلم الهندسة من خلال هندسة الطرق والجسور والأنفاق، والجغرافيا ذلك العلم المرتبط بالفلك والطقس والأحوال الجوية التي نراها اليوم كل ليلة في التلفزيون.

فالجغرافيا كانت لها الدور الخطير في الصراع العربي الصهيوني ، فالحروب الإسرائيلية جميعها اعتمدت على أسباب جغرافية وديموغرافية فاليهود أردوا الوصول إلى قناة السويس ليجعلوها حاجز طبيعيا بينهم وبين جمهورية مصر العربية ولم يتراجع اليهود عن سيناء الا بعد انكسارهم وعبور المصريين قناة السويس في حرب العام 1973، وكذلك احتل اليهود هضبة الجولان لكي يشرفوا على عاصمة سوريا دمشق من خلال محطات الإنذار المبكر، وكذلك كانت حملة سلامة الجليل في العام 1982 على مواقع منظمة التحرير الفلسطينية للاستيلاء على مياة الجنوب اللبناني من نهري الحاصباني والوزاني، وكذلك المفاوض الفلسطيني يدرك مدى خطورة المفاوض الإسرائيلي الذي كان يتسلح بالخرائط والمعلومات الجغرافية الميدانية والتي كان يبني أفكاره التفاوضية على أصول جغرافية فمواقع اختيار المستوطنات والمواقع العسكرية والنقاط والمعابر وخطوط سير الجدار الفاصل لم يحدده إلا الجغرافيين أمثال يوسي ألفر وخطة الفصل على أساس ديموغرافي أول من نادى بها إلا الجغرافي ارنون سوفير والديمغرافي البروفيسور سيرجيو دي لابيرغولا.

فطالما علم الجغرافيا له من الأهمية العظيمة في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحربية والتفاوضية والتخطيطية، فلماذا هذا الظلم لعلم الجغرافيا فعلى جميع رؤساء الجامعات الاهتمام بهذا القسم ودعمه ودعم الطواقم العاملة فيه لكي تستطيع أن تقدم ما يمكن أن يفيد المجتمع ومصالحة الوطنية العليا، وعلى وزارات التربية والتعليم أن تهتم بخريجين هذا القسم واستيعابهم وأن تقدم لهم الامتيازات للاستفادة من خبراتهم، وعلى أساتذة الجغرافيا أن يطوروا من أنفسهم وأن لا يجعلوا من أنفسهم أساتذة تقليديين، وأن يعملوا على إعادة صياغة مفهوم الجغرافيا والتعامل معه بروح العصر المتطور وعلى أولياء الأمور أن يعلموا أن تخصص الجغرافيا ليس كما يصوره بعض المثقفين في الحالة التقليدية لهذا العلم.

انها دعوة صادقة الى ضرورة احترام علم الجغرافيا فى مدارس التعليم العام ، وفى كليات اعداد المعلمين.

     منقول للمعرفة

      منصور عزت ابو ريدة / ماجستير جغرافية العمران ، فلسطين