الأحد، سبتمبر 30، 2012

باحثون أستراليون: الشعاب المرجانية قادرة على التكيف مع حرارة التغير المناخي

توصلت دراسة استرالية إلى أن الشعاب المرجانية قادرة على التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تسببها ظاهرة التغير المناخي، ما يعني إمكانية بقاء الحاجز المرجاني العظيم الممتد على 2600 كلم من ساحل استراليا الشرقي.



كشف باحثون أستراليون النقاب عن دلائل جديدة تشير إلى أن الشعاب المرجانية يمكنها التكيف مع ارتفاع درجة حرارة المياه الناجم عن التغير المناخي. وتوصل الباحثون، الذين يجرون أبحاثهم على الحاجز المرجاني العظيم، إلى أن هذا التجمع للشعاب المرجانية يمكن أن يتكيف مع المياه الدافئة. ويتألف الحاجز المرجاني العظيم من 2900 نوعاً من الشعاب التي تمتد على طول 2600 كلم من الساحل الشرقي لأستراليا.
وبدأت إيميلي هويلز، من جامعة جيمس كوك في مدينة تاونزفيل بولاية كوينزلاند الأسترالية، هذه الأبحاث للتحقق من مدى صحة الافتراض القائل بأن الشعاب المرجانية التي تنمو في المياه الدافئة تحتوي على خلايا طحلبية لإنتاج الطاقة تختلف عن تلك التي تعيش في المياه الباردة. ووجدت هويلز أن الخلايا، التي تدعى "زوزنثالي" وهي طحالب أحادية الخلية، تتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة بمعدلات مختلفة، وهو ما ثبت صحته بالنسبة لخلايا شعاب المياه الباردة وشعاب المياه الدافئة.


وفي هذا الإطار تقول الباحثة الاسترالية: "عرفنا في السابق أن هناك أنواعاً مختلفة من خلايا زوزنثالي، تختلف في قدرتها على تحمل درجات الحرارة. وبما أن كل واحدة من الشعاب المرجانية تستطيع تحمل درجة الحرارة عن طريق خلاياها الطحلبية زوزنثالي، فإنها يمكن أن تحتوي على أنواع مختلفة منها". وتضيف بالقول: "والآن، وبعد البحث الذي أجريته، تبين أنه في كل نوع من أنواع خلايا زوزنثالي مستويات مختلفة من التحمل الحراري، وذلك لأن الشعاب المختلفة تكيفت مع مختلف البيئات الحرارية".



بحث هويلز، الذي نشرت نتائجه في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج"، أظهر أن قدرة خلايا زوزنثالي الطحلبية على التكيف "قد تساعد الشعاب المرجانية على زيادة قدرتها على تحمل درجات الحرارة ومن ثم البقاء في المستقبل". وعلى مدار الأعوام الماضية أظهر البحث الجاري على الحاجز المرجاني العظيم أن الشعاب أكثر صلابة مما كان يعتقد العلماء من قبل. ولهذا الأمر أهمية خاصة بالنسبة لأستراليا، حيث تستقطب الشعاب المرجانية مليوني زائر سنوياً وتوفر عشرات الآلاف من الوظائف في قطاع السياحة.



وتقول هويلز: "بشكل عام هذه أنباء سارة بشأن الشعاب المرجانية لكننا في حاجة إلى وضع الأمور في نصابها... فالسؤال المهم الذي يطرح نفسه هو هل يمكنها (الشعاب) التكيف بنفس المعدل الذي ترتفع به درجة حرارة مياه المحيطات؟". وأضافت: "من الأفضل إجراء أبحاث جديدة لتحديد معدلات التكيف بدلاً من التخمين بشأن ما إذا كانت (الشعاب) لا يمكنها التكيف وتقترب جميعا من نهايتها، أم يمكنها التكيف، وما إذا كان هذا التكيف بنفس المعدل الذي ترتفع به درجات حرارة مياه المحيطات".

مراجعة الاستاذ منصور ابو ريدة