يقصد بالمركز العمراني تجمعات المنازل التي يقطنها الناس في أي منطقة، وهي تختلف حسب الأحجام ، وتتراوح بين القرية الصغيرة،والكبيرة والمدينة الصغيرة والمدينة العملاقة.
وتنقسم مراكز العمران إلى قسمين متميزين من حيث الحجم والوظيفة والطابع.
*مراكز العمران الريفي : وتمثلها القرى.
*مراكز العمران الحضري: وتمثلها المدن.
علما بأن كل مراكز العمران الحضري القائمة في العالم في الوقت الراهن، تحولت من مراكز عمرانية ريفية أو قروية إلى مدن صغيرة وأخذت تنمو حتى بلغت الأحجام التي هي عليها الآن، ولذلك يجد المهتمون بهذا التخصص صعوبة في تحديد التجمع العمراني عما إذا كان قرية أو مدينة والمعايير الأكثر تداولا في العالم هي:
* المعيار الحجمي
ويطلق عليه أحيانا المعيار الإحصائي أو العددي، وأغلب الدول تعتبر أن المدن هي كل تجمع للمنازل المتصلة ، التي يتجاوز عدد سكانها رقما معينا غالبا ما يكون 5000 نسمة وقد ينخفض إلي 3000 نسمة كما في أمريكا الشمالية أو بعض الدول الاسكندنافية ،كما قد يرتفع هذا العدد إلى حوالي 2000 نسمة كما في مصر أو الهند، أما في الجزائر فيبتدئ هذا المعيار من حوالي 5000 نسمة،ولكنه رقم لا يمثل حدا فاصلا بين القرية والمدينة ، ولهذا السبب يمكن اعتبار المعيار الحجمي (الإحصائي) غير كاف لتحديد القرية أو المدينة.
* المعيار الإداري
تتخذ المدن كقواعد إدارية للمناطق الريفية ، وتختلف حجم الوظيفة الإدارية التي تقوم بها المدن ، فهناك العاصمة الوطنية التي ترتكز فيها الوظيفة السياسية والإدارات المركزية للدولة ، والسفارات ، إلى غير ذلك ( كالجزائر، القاهرة ،نيو دلهي ،طوكيو،لندن، واشنطن…..الخ)، تليها الحواضر الإقليمية مثل عواصم المناطق (باتنه ، تلمسان، عنابة …الخ) تليها الحواضر التوابع (الأربعاء,بوفاريك ,برج منايل , عين بسام) ثم القرى الكبرى (عين الحجر, أولاد موسى ,ازفون , عين الحمام…الخ).
* المعيار الوظيفي
يؤكد كثيرا من الباحثين فاعلية المعيار الوظيفي في تحديد المدن , وهناك مقياس دولي مقترح لتحديد المدينة وهي التي لايقل عدد سكانها غير الزراعيين عن 56% من جملة سكانها , ومادون هذه النسبة من المدن ليست حضرا بل مراكز ريفية ,ورغم هذا المقياس المتعارف عليه فإننا نجد هذا المعيار غير مطبق تماما في كل بلدان العالم .
* المعيار الشكلي الظاهري العام
رغم أن هذا المعيار يفتقر إلى القياس الكمي ومع ذلك فإنه يترك للباحث حرية التقدير التي قد يستخدمها مثل كثافة السكان و إستخدامات المباني ومستوى كافة المرافق والخدمات والشكل الظاهري العام .وكيفما كان الحال فإن الباحث يمكنه الإستعانة بكل هذه المعايير في تحديد المركز العمراني، الحجم ، الوظيفة ، الإدارة، فضلا عن تقدير الواقع الجغرافي للمركز العمراني وقياسه ككل.
إ عداد : الاستاذ منصور ابو ريدة